فن الحديث يعتمد على المضمون بذاته، كما يعتمد على الشكل، ومن المهم حين تصاغ الكلمات والجمل والفقرات أن يتوجه التفكير لآلية الاتصال والتوصيل لهذه الكلمات والفقرات حيث تلعب الشخصيات، والحركات ولغة الجسد والصوت والنظرة والوجه وحركات اليدين، والإيماءات، دورا هاما في التأثير بالآخرين عبر الحديث أو الخطاب، بالإضافة لعوامل أخرى تأخذ اتجاهات ومسارات محددة.

 عندما أقوم بتدريب عدد من المدراء التنفيذيين الذي يريدون أن يصبحوا متحدثين مؤثرين بشكل كبير، أو عندما أشرف على تقديم عرض لمهارات في ندوة، فإن هناك سؤالا واحد يتردد دائما : كيف عليّ أن أومئ عندما أتكلم ؟
بالعادة ما يقول السائل :"أشعر بأنني أخرق كفاية لأتذكر خطابي.ثم يتصاعد التوتر عندما أدرك أن المستمعين يراقبون حركاتي كما يراقبون كلماتي"أنا أفهم هذه الصعوبة . لقد جربت ذلك بنفسي خلال السنوات الأولى لإلقائي المحاضرات. وأنا كمدير يرشّد اجتماعات الطواقم والمتطوعين المتدربين ويترأس مهمات عمل تعاونية أنزعج من شعوري بعدم الراحة.
أخيرا، استطعت اكتشاف سبع إرشادات للإيماءات والتي نجحت معي، والآن تفيد الأشخاص المتدربين. واني أشارككم إياها بكل سرور.


أولاً:لا تخطط للإيماءات أو تعلّبها
المتحدثون الذين يخططون أو يعلبون إيماءاتهم أو يتدربون عليها، ثم يدخلونها في الوقت المحدد الذي يرونه يناسب الرسالة سيظهرهم بمظهر الانسان الآلي.وسيظهرون جامدين وغيرمرتاحين وأيضا ليسوا على اتصال مع الجمهور .
هل ستخطط لإيماءاتك عند لقائك بأحدهم ؟ طبعاً لا. أنت تدع هذه الإيماءات تحدث أثناء حديثك .
-أنت توميء عندما تحرك يدك أو ذراعك بما يتناسب ومزاجك.  اتبع هذه التقنية عندما تواجه الجمهور . سيعتبرك المستمعون عبقرياً ومحبوباً .


ثانياً : تحقق من أشرطة الفيديو لتتخلص من الإيماءات المزعجة.
قبل 3 أعوام، قمت بمشاهدة تسجيلات لأربعة خطابات ألقيتها كل منها مدته ساعة. ولدهشتي لاحظت إيماءة لم أكن أعيرها اهتماماً ولكن وبشكل فظيع ظهر أنها مزعجة للغاية عند تكرارها مرة تلو المرة . وبسرعة استطعت الحد من هذه المشكلة .
-لهذا فإني أشجع عملية تسجيلك لخطاباتك وتحديد ما تريد التوقف عن عمله، لأن الكاميرا لا تكذب. وعندها تستطيع تحديد العيوب وأحداث التغييرات.


ثالثا : استخدم الإيماءات المناسبة لك .
نعم نحن نملك الفرص الكثيرة لمشاهدة متحدثين واقعيين يومئون بحيوية آسرة. المرشح الرئاسي باراك أوباما، المبشر جول أوستن، خبير التسويق تِري بروك أو مذيع الأخبار كيران شيتري و(الغورو=المعلم) الناجح توني روبنز.
نحن نفكر " إذا كان ذلك الأسلوب ينجح معه أو معها ، إذن سأتبناه".
سوف ترتكب خطأ جسيماً إذا فكرت بأن تكون نسخة للطابع الخاص لهؤلاء المتحدثين، ان الإيماءات تنتج من شخصية مستقلة وأسلوب اتصال معين. اتبع نصيحة (رالف والدو ايميرسون): "التقليد انتحار، يجب أن أكون نفسي".


رابعاً : أومئ بوضوح أكثرعند تحدثك لحضور أكبر.
عدل مدى إيماءاتك لتتناسب مع عدد الحضور وحجمه، فإيماءاتك في أحد اللقاءات بحضور 12 شخصا ستكون صعبة أن تحوز على انتباه جمهور من 500 متفرج. أكثر قليلا يحقق الأثر.

خامسا : قلّل إيماءاتك عند المقابلة التلفزيونية
حتى تبقى في مجال الكاميرا، اجعل إيماءاتك قريبة من جسمك. أو أنك ستخرج من نطاق عدسة الكاميرا.


سادساً : أعطِ انطباعاً جيداً من خلال حركات وجهك .
مع تعبيرات وجهك، فإنه من المهم أن تستريح كفاية لتُمكّن عضلات وجهك أن تتفاعل مع طبيعة المزاج الذي تشعر به.
مرة أخرى فإن تسجيل الفيديو يساعد. سوف تتعلم أن الابتسامة العفوية ستساعد جمهورك على الاستمتاع بتعليقاتك الطريفة.


سابعا: تنحّى بعيدا عن منضدة القراءة أو المنصة
هناك ميل للتمسك بالطاولة أو المنصة. بنفس الطريقة التي يتمسك فيها رجل يغرق بطوق النجاة. نحن نخاف من الابتعاد عنها.ماذا يحدث إذا انجرفنا بعيدا؟
فقط هكذا، فإن ابتعادك لبقعة أخرى يحررك لتومئ. حتى عندما أسلم وثيقة نقاط الخطابات فإنني أطلب من مضيفي منضدة صغيرة لأضع عليها موادي وأبعدها جانبا.
عادة ما أتجول بعيدا عن الطاولة حول الجمهور لمدة خمس دقائق قبل خطابي.


جرب هذه الارشادات السبعة. سوف تستمتع بالحديث أكثر، وسوف يحب النظارة أن يسمعوك ويشاهدوك.