اغرب الاكتشافات بسبب اغرب الظروف..
من المتعارف لدينا ان" لكل داء دواء علمه من علمه وجهله من جهله".. هذا القول يدل على وجود ما يشفي الناس "من كل الأمراض" ولكنها مع ذلك قد تبقى مجهولة بانتظار من يلاحظها ويعلم بها!!.
وكثيراً ما لعبت "دقة الملاحظة" دوراً مهماً في الاكتشافات والاختراعات الكبرى. فقد اكتشف أحد طلاب الكيمياء مادة السكرين - وهي أحلى من السكر بخمسمائة مرة - بفضل ملاحظته الدقيقة؛ فذات ليلة عاد إلى حجرته متعباً وشرع في تناول قطعة خبز جافة. إلا انه سرعان ما لفظها لأنها كانت حلوة جدا.. وبعد التدقيق لاحظ ان يديه ما زالتا ملطختين بمادة كيميائية بيضاء فعاد إلى المختبر وتذوق جميع المواد التي استعلمها سابقا حتى تعرف على مادة السكرين..
وذات يوم كان المخترع الأمريكي توماس اديسون يعمل على تحسين جهاز الهاتف. ثم لاحظ أن إبرة معدنية رقيقة كانت تتذبذب كلما تكلم بقربها وتحدث أخاديد دقيقة "على ورقة كانت تلامس طرفها الحاد". وبفضل هذه الملاحظة اخترع اديسون جهاز الحاكي الذي يسجل الأصوات ويستعيدها من خلال مرور "الإبرة" في خنادق دقيقة على اسطوانة دوارة!!.
 ويقول مخترع "الدبوس المموج" ان فكرة الاختراع التمعت في رأسه حين كان ينتظر انتهاء زوجته من تصفيف شعرها. فأثناء ذلك أخذ يطوي دبوساً للشعر من أماكن متفرقة حتى اصبح متموج الشكل. وحين احتاجت زوجته لآخر دبوس لم تجد غير الذي في يده فأخذته ووضعته في شعرها. وبعد عودتهما من السهرة أخبرته ان الدبوس المموج هو الوحيد الذي بقى في شعرها - في حين سقطت الدبابيس المستقيمة.. وبسرعة فكر بالفائدة الاقتصادية لهذا الاختراع فأنشأ أول مصنع "مموج" لدبابيس الشعر..الي ان تطور واصبح حديثا يمثل هذا الشكل
وفي عام 1912قدر لثلاثة رجال يعملون في شركة التلغرف الأمريكية أن يكتشفوا بالصدفة واحداً من أعظم اختراعات العصر. فبعد يوم عمل مرهق جلس لي دي فورست واثنين من زملائه إلى طاولة متهالكة في كافتيريا الشركة. وبالصدفة هبطت ذبابة على ورق سولفان فسمعوا خطواتها بوضوح.. وقدر الرجال ان خطوات الذبابة كبرت إلى 120مرة الأمر الذي مكنهم من سماعها كخطوات عسكرية.. وكانت هذه الحادثة سبباً في اختراع الأنبوبة الكهربائية المفرغة "لتكبير الصوت" وبالتالي ميلاد عصر الالكترونيات برمته!!
هذه الاكتشافات كان يمكن أن تمر مرور الكرام لولا الاهتمام ودقة الملاحظة.. فطالب الكيمياء كان يمكن ببساطة ان يغسل يديه ويكمل عشاءه،وأديسون كان يمكن أن يتابع عمله ويتجاهل رنين الإبرة، والزوج كان يمكن أن يسمع ملاحظة زوجته وينتقل لموضوع آخر.. اما الذبابة فكم قريبة لها ماتت للسبب نفسه بلا "ضجيج" يذكر!!