مملكة الفئران العارية

  هل سمعتم بأن هناك نوعاً من الثدييات يعيش في بنية اجتماعية مماثلة للنحل والنمل برئاسة ملكة واحدة تنجب الذرية أما بقية أفراد المملكة فيتعاونون على رعاية الصغار ويحضرون الطعام ويحافظون على المسكن ويدافعون عن المستعمرة.

 إنهم فئران الخلد العارية، والتي تعرف أيضا باسم جراء الرمال أو فئران الخلد الصحراوية، وهي قوارض حافرة تعيش في مناطق من شرق أفريقيا. وهي أيضاً طويلة العمر ومقاومة للسرطان والأمراض. لذلك يستخدمها العلماء كنماذج مخبرية فريدة لأبحاث منع الشيخوخة ومقاومة السرطان، فضلا عن صفات أخرى مثل تنظيم التمثيل الغذائي والتحكم بالألم.

 تعيش فئران الخلد العارية في مستعمرات من 20 إلى 300 فرد. عمالهم عقيمون، ويركز العمال الصغار على جمع المواد الغذائية والمحافظة على أنفاق المستعمرة في حين يكون العمال الكبار جاهزين للدفاع عنهم. يبلغ طول الفرد مابين 8 إلى 10 سم ويزن 30 حتى 35 غراما. أما الملكة فهي أكبر و يصل وزنها إلى 80 غراما. و هم متكييفون جيدا مع وجودهم تحت الأرض. عيونهم ضعيفة الإبصار، أرجلهم رقيقة وقصيرة، ولكنهم بارعون جدا في الحركة تحت الارض ويمكنهم ان يسيروا الى الوراء بنفس سرعة سيرهم إلى الأمام. لهم أسنان كبيرة ناتئة مخصصة للحفر و شفاههم مختومة خلف أسنانهم لمنع دخول التراب حين حفر. وشعرهم قليل (ومن هنا جاءت تسميتهم بالعراة) وبشرتهم مجعدة وردية اللون أو صفراء. و يتكييف فأر الخلد العاري على محدودية الأكسجين داخل الأنفاق: فرئتيه صغيرة جدا ودمه ذو كفاءة عالية في امتصاص الأوكسجين.

 تعيش الملكة من 13 إلى 18 سنة، وتكون شديدة العداء للإناث الأخريات إذا تصرفن مثل الملكات. تكون الإناث الأخريات عقيمات بشكل مؤقت. وعندما تموت الملكة تأخذ أنثى أخرى مكانها بعد صراع عنيف مع منافساتها. وتتزاوج الملكة مع ذكر واحد إلى ثلاثة ذكور ومدة الحمل حوالي 70 يوما. وتلد في العادة ما بين 3-12 جرواً و قد يصل العدد إلى 28 جرواً.


 وهناك جدل علمي حول سبب طول عمرها ولكن يعتقد أن السبب هو قدرتها على التخفيض الكبير في التمثيل الغذائي في أوقات الشدة وبالتالي تمنع الضرر التأكسدي لخلايا الجسم. وقد تمكن العلماء من استخلاص المخطط الجيني لهذه القوارض الغريبة المظهر مما قد يساعد الباحثين على فهم سبب طول عمرها ومقاومتها للسرطان والأمراض.