فعلا.. "اللي مايعرفش يقول عدس"!

انفعل الزوج انفعالا شديدا وأمسك بالرجل وتشاجر معه
الأمثال الشعبية تمثّل جزءا كبيرا من ثقافة وفلسفة أي شعب؛ خصوصا الشعب المصري الذي يعدّ من أكثر الشعوب العربية استخداما للأمثال، ولكل مَثَل مناسبة يُقال فيها فيختصر فلسفة أو حكمة حياتية، بعض الأمثال من ورائها حكاية، والبعض الآخر استخلص من حديث شريف أو قدسي وتحوّر بمرور الزمن.
ولأن الكثير مِنّا لا يعلم أصل الحكاية؛ فكّرنا في الرجوع بالزمن لنبحث عن أصل الحكاية.
"اللي مايعرفش يقول عدس"
يُقال هذا المثل عادة حينما نتكلّم عن الشخص الذي يحكم على الأمور بظاهرها فقط دون أن يعلم تفاصيل الحدث، أو يتحقّق من معرفة سبب حدوثه؛ فنجده يحاول أن يبرّره بأبسط تبرير يراه أمامه حتى وإن لم يكن هو السبب الحقيقي لحدوثه، فنقول له: "اللي مايعرفش يقول عدس".

وتعود قصة المثل إلى قديم الزمان؛ حيث كان هناك رجل لديه دكان يبيع فيه العدس والفول والبقوليات، وذات يوم هجم عليه لص وسرق نقوده وجرى؛ فهمّ الرجل باللحاق به وجرى خلفه، ولأن اللص كان متعجّلا، تعثّرت قدمه في شوال العدس فوقع الشوال وتبعثر كل ما فيه.
ولمّا رأى الناس التاجر يجري وراء اللص وشوال العدس قد انفرط على الأرض، ظنّوا أن اللص سرق بعض العدس وهرب، وأن الرجل يجري خلفه بسبب ذلك؛ ولأن العدس -في ذلك الوقت- كان ثمنه بخسا التمسوا العذر للص، وظنّوا أنه كان جائعا، ولاموا الرجل على فعلته وقالوا له: "كل هذا الجري من أجل شوال عدس؟! أما في قلبك رحمة أو تسامح؟"، وحينها ردّ الرجل قائلا: "اللي مايعرفش.. يقول عدس". 

وهناك قصة أخرى تُحكى عن هذا المثل، وهي أنه ذات يوم كان هناك رجل عائد إلى بيته؛ ففوجئ بأن زوجته تخونه مع عشيقها؛ فانفعل انفعالا شديدا وأمسك بعشيقها وتشاجر معه، فما كان منه إلا أن انطلق يجري هاربا، فقام الرجل بالجري خلفه، وبينما كان عشيقها يجري تعثّرت قدمه في شوال عدس خارج البيت فوقع أرضا، ولحقه الرجل، وتجمّع الناس على صوت شجارهما، وحاولوا الفض بينهما، فقالوا للرجل: "أكل هذا الجري من أجل شوال عدس؟! أما في قلبك رحمة أو تسامح؟"، فرد الرجل عليهم قائلا: "اللي مايعرفش يقول عدس". 

وهناك قصة أخرى لهذا المثل أيضا، وهي أنه ذات يوم في قديم الزمان؛ قام شاب بمراقبة منزل معيّن وتحيّن الفرصة لدى مغادرة الزوج له تاركا زوجته وحدها؛ فاقتحم الشاب المنزل، وهمّ بالاعتداء على الزوجة التي صرخت مستغيثة، ومن سوء حظ الشاب كان أوّل من لبّى نداء الاستغاثة الزوج الذي استلّ خنجره لقتل هذا الشاب، فهرب بسرعة ولمح على مدخل المنزل طبقا به كمية من العدس فأخذ ملء كفه منه، وتابع جريه، فظلّ الزوج يلاحقه واجتمع الجيران وأوقفوا الشاب فقال لهم: "انظروا هذا البخيل أخذت ملء كفي عدسا من طبق أمام منزله، ويريد قتلي بسبب ذلك"؛ فخجل الزوج أن يقول الحقيقة فقال: "اللي ما يعرفش.. يقول عدس".
عزيزي القارئ.أي هذه القصص ترجّح؟وهل استخدمت هذا المثل من قبل؟ المصدر:أخبارك اون لاين