الطرق التربوية اليابانية.. اللهم لا حسد



 
هل تصدق أنه لا وجود لعمال النظافة بمدارس اليابان.. تلك هى حقيقة، ففي اليابان الأطفال والمدرسين هم المسئولون عن تنظيف مدارسهم بأنفسهم حيث يتم تخصيص وقت محدد كل يوم يخرج فيه الأطفال أدوات النظافة الموجودة بداخل كل فصل ويقوم الجميع بتنظيف الفصل بمساعدة المدرسين، وتقوم المدرسة بتشغيل الموسيقى في مكبرات الصوت لكون تلك العملية ليست نوعا من العقاب بل العكس فهى نوع من المتعة والمرح.

وتلك العملية منتشرة في جميع المدارس بمختلف مراحلها فالتنظيف للجميع.. وربما يدفعك الأمر للتساؤل عن الهدف وربما تقول في سخرية إنهم بتلك الطريقة نجحوا في توفير  عمال النظافة ولكن في الواقع تنظيف الأطفال لمدراسهم من أحدث الطرق التربوية في اليابان.

ففي الواقع إن إصرار اليابانيين على قيام الأطفال بالتنظيف بأنفسهم يخلق لديهم نوعا من التواضع حيث إن الكل متساو والكل ينظف، كما أن قيام الأطفال بتنظيف المدارس بأنفسهم سيجعلهم يحافظون عليها فلا يعقل أن تجد أى مهملات ملقاة على الأرض.
ولك أن تنظر للمدراس المصرية على الجانب الآخر حيث نحن من أمرنا في كافة الكتب السماوية بالنظافة وتجد الأطفال يحفظون هذا الحديث "صما" هم وعائلاتهم ولكن أين التنفيذ..


فقط قم بالسير بجانب أى مدرسة حكومية لتجد أن المدرسة تكاد تصبح مقلبا للقمامة أو خذ جولة بين الفصول حيث تجد أن حوائط المدرسة قد تحولت إلى اللون الأرزق من كثرة الكتابة عليها وعبقت أدراج الـ "ديسكات" بعلب النفايات والكشري وتجد أن مجرد مطالبة أحد أن يقوم التلميذ بتنظيف ما ألقاه هو من نفايات إهانة كبيرة تقابل برد فعل عنيف من الأهالي.


لذا لا تأتي يوما لتسأل عن سبب اختفاء حضارتنا وسبب تراجعنا فهل يعقل أن تتساوى ثقافة التنظيف في اليابان وثقافة تكديس علب الكشري في مصر..