manila-cemetery-4

 عندما تصبح المقابر ملاذاً للفقراء في الفلبين يتحول كل شيء فيها ويصبح الأموات مجرد أشياء لا تختلف عن المقتنيات أو أثاث المنزل وجدرانه، وتتحول المدافن إلى محلات ومطاعم وأكشاك لبيع ما يحتاجه سكان هذه القرية الكبيرة التي تكونت منذ سنين على وجود أكبر مقبرة في الفلبين حتى بات يسكنها آلاف من البشر الذين تلاشت في دواخلهم الرهبة من الأموات واستسهلوا العيش لمجانية السكن في المقبرة.
وربما الأمر لا يقف عند عدم دفع أي إيجار مقابل السكن بل قد يكون الوجود هناك مصدر رزق فيما لو أصبح الساكن في القبور يدير مطعماً أو يعتني بعدد من قبور الأموات.
وتكاد المقبرة أن تكون مأوى للسكان الذين يصنفون من بين أفقر الفقراء في مانيلا، التي هي عاصمة البلاد، حيث يعيش ما يقرب من 43% من مجموع سكان المدينة الذين يبلغ عددهم حوالي 13 مليون نسمة في المستوطنات غير الرسمية التي تشبه تلك، بحسب ما أشار إليه تقرير البنك الآسيوي للتنمية لعام 2011.

manila-cemetery-5
ويمكن أن تشاهد أن هناك مجموعة من الأولاد تلعب كرة السلة، وهناك أيضاً البالغون الذين يحاولون التخلص من حرارة الجو فيما بعد الظهر بشرب المشروبات الغازية ولعب الكوتشينة، في حين إن بعض الأزواج يتسامرون بأحاديث حميمية فوق القبور التي باتت مكاناً لأسرة النوم، وهناك النساء اللائي يحضرن الدجاج في المقاهي التي تشغل المكان الذي دفن فيه الموتى.
ولدى هذه الدولة الكاثوليكية واحد من أسرع معدلات النمو السكاني في آسيا ونقص هائل في الوحدات السكنية – ما يعني أن الفقراء في المناطق الحضرية يجب في العادة أن يجدوا مبنى يحتويهم أو أن يتجمعوا سوياً في سكن في أي مكان توجد فيه مساحة من الأرض فارغة، كأن يكون تحت الجسور، وعلى طول الطرق السريعة، وفي الأزقة، وفوق قنوات مياه الفيضانات، أو حتى بين الموتى أي في المقابر.
manila-cemetery-14

manila-cemetery-2
manila-cemetery-8
manila-cemetery-3

ولا أحد يعرف متى بالضبط أصبحت المقبرة قرية للسكن. ولكن الكثير من سكان مانيلا الشمالية والذين يبلغ عددهم حوالي ستة آلاف شخص وأكثر ولدوا هنا، ومن المتوقع أن يقضوا حياتهم كلها هنا بين القبور.

manila-cemetery-6

manila-cemetery-10