Health-effects-of-soft-drinks

قد تبدو المشروبات الغازية لذيذة ومنعشة خاصة في يوم صيفي حار، ولكن محتواها وتركيبها يشير إلى وجود مخاطر صحية تشمل الأسنان والعظام والبدانة، مما يجب أن يدفعك للتفكير مرتين قبل تناولها.
وعادة يتكون المشروب الغازي من أربعة مكونات، الماء وغاز ثاني أكسيد الكربون الذي يذاب فيه تحت الضغط، وهذا ما يجعل المشروب فوارا ومنتجا للفقاقيع، ومادة تحلية كالسكر أو شراب الفركتوز أو الأسبارتام، بالإضافة لملونات ونكهات.
ويعمد الكثيرون لتناول المشروبات الغازية لتبريد الجسم والاستمتاع بطعمها، وربما يضيفون إليها الثلج، كما قد يجدون فيها مصدرا للطاقة من خلال احتوائها على السكر، بالإضافة للكافيين في بعض الأنواع.
أما على الصعيد الغذائي فلا تقدم المشروبات الغازية أية قيمة حقيقية، فهي خالية من الفيتامينات وغنية بالأصباغ والنكهات الصناعية، وهي لا تعطينا سوى السكر الذي يزيد مأخوذ الشخص من الطاقة من دون أن يشبعه.
وأهم مخاطر المشروبات الغازية هي:

امتصاص الكالسيوم

تناول المشروبات الغازية مع الغذاء يؤثر سلبا على امتصاص الكالسيوم من الأمعاء وذلك بسبب وجود حامض الفوسفوريك والستريك الذين يتحدان مع الكالسيوم الموجود في الغذاءالذي يتناوله الإنسان، وهذا يمكن ان يسبب نقصا في كمية الكالسيوم التي تصل إلى الدم وبالتالي إلى العظام، ومن المعروف أهمية الكالسيوم في بناء العظام ونموها وخاصة في سن الطفولة والمراهقة، أو فيما بعد سن الأربعين عندما تبدأ مشكلات هشاشة العظام.

امتصاص الحديد

تحتوي المشروبات الغازية على مادة الكافيين التي تؤثر سلبا على امتصاص الحديد مسببة بذلك فقر الدم الذي يعتبر من المشكلات الصحية المنتشرة بين الاطفال والمراهقين وتسبب لهم ضعفا عاما في الصحة وقلة في النشاط ونقصا في الشهية. كما يؤدي الكافيين إلى زيادة ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم وزيادة الحموضة المعدية وزيادة الهرمونات في الدم مما قد يسبب التهابات وتقرحات للمعدة والاثنا عشر، كما يعمل على اضعاف ضغط صمام المريءالسفلي والذي بدوره يؤدي إلى ارتداد الطعام والأحماض من داخل المعدة إلى المريء مسببا الألم والالتهاب.

الهضم

من المعتقدات الخاطئة المنتشرة بين الناس ان المشروبات الغازية تساعد على الهضم وهذا غير صحيح، ويمكن تفسير الشعور الذي يحس به شاربها والغازات التي يخرجها بعد الشرب بسبب الغازات التي يحتوي عليها المشروب نفسه وليست من جراء هضم الطعام الموجود في المعدة، والمشروبات الغازية تسبب عسر الهضم لاحتوائها على مادة البيكربونات وهي مادة قلوية، لذا إذا تم تناولها بعد الطعام تتسبب في تقليل حمض المعدة الذي يلعب دورا مهما في عملية الهضم، حيث ان المشروبات الغازية تؤثر على وسط المعدة الحمضي إذ تتفاعل بما تحتويه من بيكربونات الصوديوم مع حمض المعدة، وينتج عن هذا التفاعل غازات تفتح أبواب المعدة عنوة لتدفع الطعام إلى الامعاء قبل إتمام هضمه.

غاز ثاني أوكسيد الكربون

وأيضا احتوائها على غاز ثاني اكسيد الكربون الذي يؤدي إلى حرمان المعدة من الخمائر اللعابية الهامة في عملية الهضم وذلك عند تناولها مع الطعام أو بعده وتؤدي إلى التقليل من دور الانزيمات الهاضمة التي تفرزها المعدة وبالتالي إلى عرقلة عملية الهضم وتقليل الاستفادة من الطعام.

السكر

تحتوي العلبة الواحدة على ما يعادل 10 ملاعق سكر كافية لتدمير فيتامين (ب) والذي يؤدي نقصه إلى سوء الهضم وضعف البنية والاضطرابات العصبية والصداع والأرق والكآبة والتشنجات العضلية. والدايت منها تحتوي على المحليات الصناعية التي تهدد المخ وتؤدي إلى فقدان الذاكرة التدريجي وإصابة الكبد بالتليف.

الكافيين

تحتوي على الكافيين الذي يؤدي إلى زيادة ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم والسكر وزيادة الحموضة المعدية وزيادة الهرمونات في الدم مما قد يسبب التهابات وتقرحات للمعدة والاثناعشر كما يعمل على أضعاف ضغط صمام المريء السفلي والذي بدوره يؤدي إلى ارتداد الطعام والأحماض من داخل المعدة إلى المريء مسببا الألم والالتهاب.

أحماض فسفورية

تحتوي على أحماض فسفورية تؤدي إلى هشاشة وضعف العظام وخاصة في سن المراهقة مما يجعلها أكثر عرضة للكسر.

أحماض الفسفوريك

تحتوي على أحماض الفوسفوريك والماليك والكاربونيك التي تسبب تآكل طبقة المينا الحامية للأسنان. وبإمكانها تعرية طبقة المينا عن الأسنان تماماً وجعلها ناعمة جداً في غضون يومين لاحتوائها على حمض الفوسفوريك ،وقد تم الكشف على 101 طفل وتبين أن هناك علاقة بين تسوس الأسنان وزيادة تناول المشروبات الغازية.

معدل الحموضة

معدل الحموضة في المشروبات الغازية: مثلا بيبسي كولا أو كوكاكولا معدل الأس الهيدروجيني له هو 3,4 أي أنه حمضي جدا. ودرجة الحموضة هذه قوية بمقدار يمكنه أن يذيب الأسنان والعظام! إن جسم الإنسان يتوقف عن إعادة بناء العظام عند سن الثلاثين. بعد هذا العمر وبحسب مقدار الحموضة التي نتجرعها في الطعام والشراب فإن العظام تذوب وتخرج بقاياها عن طريق البول بدون أن يعوض الجسد ما ذاب منها. كل مركبات الكالسيوم المذابة سوف تتراكم في الشرايين والأوردة والبشرة وخلايا وأعضاء الجسد بحيث أنها تؤثر في وظائف الكلية وتؤدي لتكون حصوات فيها. (نسبة هذه الأحماض لا تعتمد على مذاق طعامنا ولكنها تعتمد على نسبة كل من البوتاسيوم، الكلور، المنغنيز، وغيرهم إلى الأملاح الفسفورية).