قمر فوبوس الغامض / (Phobos (moon 

 أنطلق الصاروخ القوي "بروتون " في مساء 7 تموز 1988 الى الفضاء حاملا المحطة الاوتوماتيكية الولى " فوبوس 1 " ثم وجهها الى المريخ . وانطلقت في 12 تموز 1988 " فوبوس 2 " نحو الاتجاه ذاته . وفي هذا المشروع المنقطع النظير لم يفضل العلماء المريخ وانما تابعه الطبيعي الصغير فوبوس . ترى لماذا ؟


يعتقد الاختصاصيون ان فوبوس احتفظ على افضل نحو بالمادة الاولية التي نشأ منها في حينه النظام الشمسي , وعلى المشروع ان يوضح العديد من الجوانب المبدئية المرتبطه بمعارفنا الخاصة عن العالم المحيط . ولذا بالذات استرعى اليوم هذا الجرم السماوي الصغير اهتمام العلم العالمي كله حقا .


في سنة 1877 اكتشف العالم الفلكي الامريكي "اصاف هول " تابعي المريخ الصغيرين اللذين عرفا بفوبوس وديموس . واكتفى العلماء مدة طويلة باثبات وجودهما فقط اذ ان الاجهزة الارضية المتوافرة آنذاك لم تكن تسمح بتقدير حجمهما او وزنهما او اي من خواصهما الاخرى . وبعد مرور مئة سنة تسنى لهم الاطلاع الاكثر تفصيلا على فوبوس و ديموس وذلك بواسطة لمحطات الفضائية . فاتضح ان فوبوس عبارة عن جرم اشبه بحبة بطاطا ابعاده 27 * 15 كيلومترا , وبعد ان قدر العلماء كثافة المادة التي يتكون فوبوس منها خلصوا الى ان هذه المادة تختلف عن مواد الارض الاساسية .

 الا ان الا ان هذه الحسابات كانت غير مباشرة . ولذا لم يستطيع العلماء ان يقولوا شيئا أكيدا عن المادة التي يتكون منها قمر المريخ هذا .
هذا وزودت محطتا "فوبوس " باحدث المعدات الحصرية . اذ وحدت 14 دولة مشتركة في المشروع وبعض منظمات الوكالة الفضائية الاوروبية جهودها في هذا المجال وقدراتها العلمية - التقنية . ويبدوا ان الامر الريسي يكمن في مسبارين اوتوماتيكيين سيتم انزالهما على سطح فوبوس .


واحد هذين المسبارين ثابت النمط وهو عبارة عن نوع من جهاز علمي سوف يثبت على سطح فوبوس بواسطة مرساة خاصة . وزود هذا الجهاز ببطاريات شمسية لتغدية المعدات وارسال المعلومات الى الارض . وتعمل هذا البطاريات بعد مرور فترة على هبوط المسبار على سطح فوبوس . فغبار فوبوس , اذا كان موجودا قد يغطي مرايا البطاريات ويعطلها . وبعد ان تنبسط عناصر البطاريات
تستقبل الشمس تلقائيا وتحول " وجهها " نحوها كدوار الشمس .

  ويقع المريخ على مسافة ابعد من الشمس مقارنة بالارض ويحصل على كمية اقل من الطاقة الشمسية , ولذا تعتبر العملية المشار اليا مهمة جدا لان البطاريات ستحصل على كمية طاقة اكبر ( اذا وجهت الى الشمس بدقة ) وبالتالي ستوجه هوائيات المسبار المستقبلة والمرسلة بدقة اعلى الى الارض . وسوف ينفذ المسبار اغلبية العمليات الاوتوماتيكية . وتقطع الاشارة اللاسلكية طريق الارض - المريخ - الارض في خلال عشرات الدقائق بينما تستغرق هبوط المسبار وتهيئته للعمل وقتا اقل بكثير .


ومدة اليوم ( النهار والارض ) في فوبوس 8 ساعات ارضية . وبهذه الدورة ستصل المسبار بمنظومة مراقبة لاسلكية على الارض لينقل المعلومات التي يتسنى له جمعها في خلال هذه الفترة . وزود المسبار معدات لتحليل عينات التربة وجهاز تصوير تلفزيوني يتيح سواء فرصة رؤية المنطقه التي تحيط بالمسبار او الحصول على صور بنية التربة الدقيقة وتحت تأثير الجاذبية يقترب فوبوس باستمرار من المريخ . وسوف يسقط عليه بعد مرور من 30 - 70 مليون سنة . اما خصائص حركة كلا الجرمين السماويين فيعرفها العلماء . الا ان هناك اشياء غامضة فيها , في حينه طرحت فكرة تقول ان فوبوس هو مركبة فضائية للمريخ .

 والان فان عمل اجهزة الارسال اللاسلكي المركبة على المسبار وعلى محطتي "فوبوس " وعلى الارض يسمح بانشاء منظومة لاسلكية ضخمة تتيح اجراء قياسات خطوط السير بدقة لم يسبق لها نظير من قبل وهي 5 امتار .علما بان المريخ والارض تفصل بينهما مسافة تقدر بعشرات ملاين الكيلومترات . وسوف تشترك في لعمل جميع المراقب  الكبرى اللاسلكية في جمهوريات روسيا الاتحادية والولايات الامريكية المتحدة واوروبا  . وسوف تسمح القياسات بتدقيق ما يسمى الوحدة الفلكية , اي متوسط المسافة بين الارض والشمس . وهذه المسافة معروفة بالطبع وتبلغ 150 مليون كيلومتر. الا ان قيمتها الدقيقة التي سجلت اليوم في جميع المراجع الخاصة بعلم الفلك لم تعد تكفي دقتها


علماء الباليستية . اذ يحتاجون الى دقة اكبر وتقريبها من قيمتها المطلقة .
والمسبار الثاني الذي سوف يهبط على سطح فوبوس عبارة عن نصف كرة يقفز بواسطة ارجل خاصة على سطح فوبوس قفزات يترواح طول الواحدة منها بين 100 الى 300 متر . ويقلل وقت عمل هذا المسبار الاول الا انه سيستطيع ان يدرس مساحة اكبر بكثير .
والان وبعد ستة اشهر نجحت المهمة , واثرت العملية المحافل العلمية الفلكية بكنز من المعلومات المهمة جدا .