من يتحكم فى اسعار الذهب العالمية ؟ العوامل و الأسباب المؤثرة عليه
لا يوجد معدن أفضل من الذهب فى الإستثمار بسبب ان الذهب يعتبر عملة عن اعتباره كسلعة. فالذهب يلعب دور مهم فى البنوك المركزية ويعتبر الملاذ الآمن وقت الأزمات الإقتصادية. ولكن هناك بعض العوامل التى تؤثر على سعر الذهب.
1. إقتصاد الولايات المتحدة وقيمة الدولار الأمريكى:
امريكا تمتلك أكبر إقتصاد فى العالم، فالإقتصاد الأمريكى يلعب دوراً رئيسياً فى تشكيل الإقتصاد الكلى فى العالم. كما ان امريكا من أكبر مشتري الذهب، وكلما اصبح الدولار أقوى ، ينخفض سعر الذهب أكثر . وهذا بسبب ان المستثمرين يبيعون الدولار عند إنخفاضه ويشترون الذهب على أمل ان الذهب سيحافظ على أصولهم. وهذا ما نراه حالياً من إنخفاض أسعار الذهب العالمية بسبب قوة الدولار.
2. إنتاج الذهب :
يسوء الوضع أكثر عندما تزيد تكلفة تعدين الذهب، لكننا شهدنا لمدة 5 سنوات بعد حرب العراق، إزدياد حاد فى اسعار النفط وإنخفاض سعر التعدين. ومع الإزدياد المستمر فى تعداد السكان ، يزيد الطلب ايضاً على الإستثمار فى الذهب . ويتأثر بهذا سعر الذهب بطبيعتة الإنسان العادية فى رغبته بإمتلاك الذهب .
3. الطلب على المجوهرات من الصين والأسواق الهندية:
صناعة المجوهرات تأخذ تقريباً 80% من مخزون الذهب . وإستهلاك المجوهرات له تأثير فعال على إتجاه الطلب . كما ان الصين والهند من أكبر مشترين الذهب لأسواق المجوهرات لديهم .
و نتذكر فى عام 2004، انه تم منح المواطنين الصينيين حق ملكية سبيكة من الذهب لأول مرة فى التاريخ ، حيث أثار الصينيين إرتفاع كبير جداً فى شراء السبائك والتى بالتالى أثرت على سعر الذهب فى جميع أنحاء العالم . وعندما شهدنا الأزمة الإقتصادية العالمية عام 2009 ، سجل الطلب على الذهب والمجوهرات إنخفاض بنسبة 32% مما أدى إلى أنخفاض طفيف فى سعر الذهب.
4. سعر الفائدة:
عندما ترتفع أسعار الفائدة، يلجأ الناس إلى الحفاظ على أموالهم فى ودائع بدلاً من الذهب حتى لا يكون هناك فائدة مما قد يسبب هذا فى ضغط على أسعار الذهب . وعلى العكس إذا إنخفضت أسعار الفائدة ، ستزيد أسعار الذهب.
5. ازمات الديون:
من المفهوم ان الآثار الناتجة عن الديون الهائلة المتراكمة لدى العديد من الدول ، قد تخلق بيئة إقتصادية غير مستقرة ، فيصبح الذهب الإختيار الآمن وقتها.
ومع ذلك، قد تؤدى ايضاً إلى بيع إحتياطات الذهب من أجل الحصول على النقد السائل، وبذلك قد يزيد المعروض من الذهب فى السوق وينخفض السعر .
ولكن الديون الهائلة لها حدين، فقد تشعر البلاد بضعف عملاتها، فيقوموا بإجراء عمليات شراء كبرى للذهب فى محاولة لدعم أنفسهم. كما أن هناك ايضاً مشاكل ” التيسير الكمى ” وهى ما تفعله البنوك المركزية من طباعة للأموال وذلك لتوفير التحفيز الإصطناعى لإقتصاداتها. وهذا يشكل خطراً على المدى الطويل حيث انه يشجع على التضخم ، كما تفقد العملة قيمتها فيهرب المستثمرين فى كثير من الأحيان إلى الذهب .
6. تقلبات أسعار العملات الرئيسية:
تؤثر العملات الرئيسية فى العالم على أسعار الذهب مثل الدولار الكندى والاسترالى وبالطبع الدولار الأمريكى واليورو. ويمكن لأى تقلبات كبيرة فى أسعار العملات الرئيسية ان تؤدى إلى زيادة التقلبات فى سوق الذهب .
7. بنوك الاحتياطى المركزى:
تحتفظ البنوك المركزية على احتياطها من السبائك كوسيلة للحماية ضد التضخم. وتؤثر ايضاً السياسات النقدية الآخرى للبنوك المركزية على أسعار الذهب ، فإذا وضعت البنوك المركزية أسعار فائدة مرتفعة ، ستكون الإحتمالات بسقوط أسعار السبائك أكبر .
لماذا تكون أسعار الذهب مختلفة عن البلدان الآخرى؟
تكون الأسعار العالمية للذهب ثابتة إلى نحو ما ولكن قد تريد الدولة الحصول على المزيد او أن تتخلص من المزيد، فستقوم بوضع ثمناً مختلفاً، لذلك يقدر المشترين العالميين من التلاعب فى السوق بسهولة.