ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺴﺠﻨﺎﺀ ﻓﻲ ﻋﺼﺮ ﻟﻮﻳﺲ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ﻋﺸﺮ ﻣﺤﻜﻮﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻹﻋﺪﺍﻡ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺴﺠﻮﻧﺎ ﻓﻲ ﺟﻨﺎﺡ ﺍﺍﻟﻘﻠﻌﺔ ﻭﻟﻢ ﻳﺘﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﻋﺪ ﺇﻋﺪﺍﻣﻪ ﺳﻮﻯ ﻟﻴﻠﻪ ﻭﺍﺣﺪﻩ ! ﻭﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﻓﻮﺟﺊ ﺍﻟﺴﺠﻴﻦ ﺑﺒﺎﺏ ﺍﻟﺰﻧﺰﺍﻧﺔ ﻳُﻔﺘﺢ ﻭ ﻟﻮﻳﺲ ﻳﺪﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻊ ﺣﺮﺳﻪ ﻟﻴﻘﻮﻝ ﻟﻪ : ﺃﻋﻄﻴﻚ ﻓﺮﺻﺔ ﺇﻥ ﻧﺠﺤﺖ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﻐﻼﻟﻬﺎ ﻓﺒﺈﻣﻜﺎﻧﻚ ﺃﻥ ﺗﻨﺠﻮ !.
ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺨﺮﺝ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻓﻲ ﺯﻧﺰﺍﻧﺘﻚ ﺑﺪﻭﻥ ﺣﺮﺍﺳﺔ ، ﺇﻥ ﺗﻤﻜّﻨﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺜﻮﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ….. ﻭ ﺇﻥ ﻟﻢ ﺗﺘﻤﻜّﻦ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺤﺮّﺍﺱ ﺳﻴﺄﺗﻮﻥ ﻏﺪًﺍ ﻣﻊ ﺷﺮﻭﻕ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻷﺧﺬﻙ ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺣﻜﻢ ﺍﻹﻋﺪﺍﻡ .. ﻏﺎﺩﺭ ﺍﻟﺤﺮّﺍﺱ ﺍﻟﺰﻧﺰﺍﻧﺔ ﻣﻊ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻓﻜّﻮﺍ ﺳﻼﺳﻠﻪ ﻭ ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻻﺕ ﻭ ﺑﺪﺃ ﻳﻔﺘّﺶ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺎﺡ ﺍﻟﺬﻱ ﺳُﺠﻦ ﻓﻴﻪ ﻭ ﻻﺡ ﻟﻪ ﺍﻷﻣﻞ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺍﻛﺘﺸﻒ ﻏﻄﺎﺀ ﻓﺘﺤﺔ ﻣﻐﻄّﺎﺓ ﺑﺴﺠﺎﺩﺓ ﺑﺎﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻭ ﻣﺎ ﺃﻥ ﻓﺘﺤﻬﺎ ﺣﺘّﻰ ﻭﺟﺪﻫﺎ ﺗﺆﺩّﻱ ﺇﻟﻰ ﺳﻠّﻢً ﻳﻨﺰﻝ ﺇﻟﻰ ﺳﺮﺩﺍﺏ ﺳﻔﻠﻲ ﻭ ﻳﻠﻴﻪ ﺩﺭﺝ ﺁﺧﺮ ﻳﺼﻌﺪ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻭ ﻇﻞ ﻳﺼﻌﺪ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺑﺪﺃ ﻳﺤﺲ ﺑﺘﺴﻠﻞ ﻧﺴﻴﻢ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ ﻣﻤﺎ ﺑﺚّ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻷﻣﻞ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻭﺟﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻓﻲ ﺑﺮﺝ ﺍﻟﻘﻠﻌﺔ ﺍﻟﺸﺎﻫﻖ ﻭ ﺍﻷﺭﺽ ﻻ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﺮﺍﻫﺎ ، ﺿﺮﺏ ﺑﻘﺪﻣﻪ ﺍﻟﺤﺎﺋﻂ ﻭﺇﺫﺍ ﺑﻪ ﻳﺤﺲ ﺑﺎﻟﺤﺠﺮ
ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻀﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺪﻣﻪ ﻳﺘﺰﺣﺰﺡ ، ﻓﻘﻔﺰ ﻭ ﺑﺪﺃ ﻳﺨﺘﺒﺮ ﺍﻟﺤﺠﺮ ﻓﻮﺟﺪ ﺑﺎﻹﻣﻜﺎﻥ ﺗﺤﺮﻳﻜﻪ ﻭ ﻣﺎ ﺇﻥ ﺃﺯﺍﺣﻪ ﻭ ﺇﺫﺍ ﺑﻪ ﻳﺠﺪ ﺳﺮﺩﺍﺑًﺎ ﺿﻴّﻘﺎ ﻻ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﺘّﺴﻊ ﻟﻠﺰﺣﻒ ، ﻓﺒﺪﺃ ﻳﺰﺣﻒ ﺍﻟﻰ ﺍﻥ ﺑﺪﺃ ﻳﺴﻤﻊ ﺻﻮﺕ ﺧﺮﻳﺮ ﻣﻴﺎﻩ ﻭ ﺃﺣﺲ ﺑﺎﻷﻣﻞ ﻟﻌﻠﻤﻪ ﺇﻥ ﺍﻟﻘﻠﻌﺔ ﺗﻄﻞ ﻋﻠﻰ ﻧﻬﺮ ﻟﻜﻨّﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻭﺟﺪ
ﻧﺎﻓﺬﺓ ﻣﻐﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺪ ﺃﻣﻜﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﺮﻯ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﻣﻦ ﺧﻼﻟﻬﺎ .. ﻭ ﻫﻜﺬﺍ ﻇﻞّ ﻃﻮﺍﻝ ﺍﻟﻠّﻴﻞ ﻳﻠﻬﺚ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻭﻻﺕ ﻭ ﺑﻮﺍﺩﺭ ﺃﻣﻞ ﺗﻠﻮﺡ ﻟﻪ ﻣﺮﺓ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻭ ﻣﺮﺓ ﻣﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﻭ ﻛﻠّﻬﺎ ﺗﻮﺣﻲ ﻟﻪ ﺑﺎﻷﻣﻞ ﻓﻲ ﺃﻭﻝ ﺍﻷﻣﺮ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺗﺒﻮﺀ ﺑﺎﻟﻔﺸﻞ …….

ﻭ ﺃﺧﻴﺮًﺍ ﺍﻧﻘﻀﺖ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻟﺴﺠﻴﻦ ﻛﻠﻬﺎ ﻭ ﻻﺣﺖ ﻟﻪ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ ، ﻭ ﻭﺟﺪ ﻭﺟﻪ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭ ﻳﻄﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻭ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻪ :
ﺃﺭﺍﻙ ﻻ ﺯﻟﺖ ﻫﻨﺎ !!
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺴﺠﻴﻦ : ﻛﻨﺖ ﺃﺗﻮﻗﻊ ﺍﻧﻚ ﺻﺎﺩﻕ ﻣﻌﻲ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭ !
ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭ : ﻟﻘﺪ ﻛﻨﺖ ﺻﺎﺩﻗًﺎ !
ﺳﺄﻟﻪ ﺍﻟﺴﺠﻴﻦ : ﻟﻢ ﺍﺗﺮﻙ ﺑﻘﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺰﻧﺰﺍﻧﻪ
ﻟﻢ ﺃﺣﺎﻭﻝ ﻓﻴﻬﺎ ، ﻓﺄﻳﻦ ﺍﻟﻤﺨﺮﺝ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﻠﺖ ﻟﻲ ؟
ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭ : ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﺰﻧﺰﺍﻧﺔ ﻣﻔﺘﻮﺣًﺎ ﻭ ﻏﻴﺮ ﻣﻐﻠﻖ !
ﺂﻹﻧﺴﺎﻥ ﺩﺍﺋﻤًﺎ ﻳﻀﻊ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﺻﻌﻮﺑﺎﺕ ﻭ ﻻ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺑﺴﻴﻂ ﻓﻲ
ﺣﻴﺎﺗﻪ ..
ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﺴﻴﻄﺔ ﺑﺎﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺍﻟﺒﺴﻴﻂ ، ﻭ ﺗﻜﻮﻥ ﺻﻌﺒﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ
ﻳﺴﺘﺼﻌﺐ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺷﻴﺌﺎ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ..