من البخار إلى الديزل إلى الكهرباء، من شبكة سكك الحديد المنسابة في أحضان الطبيعة بكل وجوهها إلى جوف الأرض وبطن البحر يخترق الأنفاق، ويعود ليخرج ويتوقف عند محطّاته حيث الركاب يراقبون الوقت ويصغون إلى هدير عجلاته، تعلمهم بقدومه وضرورة تأبهم لركوبه.

للقطار حكاياته منذ أن أطلق صفّارته الأولى عام 1814 وسار على سكّته، وكما كان له دور عظيم في حياة الناس العاديين كذلك كان له دور كبير في حياة الأدباء والفنانين والشعراء والفلاسفة الذين ابتدعوا روايات وقصصاً عن القطار. 
فها هو الفنان سلفادور دالي بلغ عشقه للقطار الذي كان يلتقي فيه معشوقته غالا إلى الحد الذي أظهره في الكثير من أعماله ولوحاته التشكيلية. بعض محطات القطار في مدن العالم تبدو أكثر من أنها مجرد محطات انتظار، أو نقطة عبور، إنها تحف فنّية، الإنتظار فيها يتحوّل إلى تجوال في عالم يضجّ بالفن.