للحياة معانٍ كثيرة لا يدركها جيداً إلا من إقترب على فراقها... فماذا يمكن ان نتعلم من الذين وصلوا الى آخر مفترق من حياتهم؟



اليكِ فى هذا المقال أهم 5 أمنيات اجتمع عليها المشرفون على الموت وندموا على عدم تحقيقها، بشهادة ممرضات رافقن مئات المرضى على فراش الموت.

1- أتمنى لو أنني سعيت الى تحقيق ذاتي، بدل أن أعيش بحسب توقعات الآخرين

من الأمنيات الأكثر شيوعاً التى ندم المرضى على عدم تحقيقها قبل أن تأخدهم الحياة الى نهاية المطاف، هي تحقيق رغباتهم الداخلية والنفسية وليس العيش بحسب توقعات الغير. فعندما رجعوا بذاكرتهم للخلف أدركوا قيمة عدم تحقيق الأمنيات التى رغبوا فى تحقيقها منذ الصغر وذلك رغبة منهم فى إرضاء الغير وتحقيق ما قد تمناه منهم الناس، بدلاً من تحقيق احلامهم الخاصة التي ربما لم يحترمها او يقدرها هؤلاء.

من المهم جدا أن تسعي لتحقيق البعض من أمنياتكِ الخاصة على الاقل لإرضاء نفسكِ طالما ذلك لن يؤذي المحيطين بكِ، وكى لا تشعري بالندم فيما بعد عندما يفوت قطار الوقت دون تحقيق أمنياتكِ التى رغبت دوماً فى تحقيقها.

2- أتمنى لو لم أعمل طوال الوقت

 من أهم ما ندم عليه المشرفون على الموت، هو إتجاههم للعمل المفرط ليلاً ونهاراً من اجل إكتناز المزيد من المال، رغبة منهم فى ضمان مستقبلهم ومستقبل عائلتهم، دون أن يشعروا بقيمة الحياة والإستمتاع بالأوقات والمناسبات العائلية مع الأسرة، أو الخروج مع الأولاد، او الجلوس مع الأسرة للحديث عن المشاكل المختلفة، او حتى السفر للتنزه وتجديد الحالة النفسية.

لهذا يجب عليكِ التوازن بين عملكِ وبين أسرتكِ التى ربما تهملينها عن دون قصد بسبب مشاغل الحياة والعمل الشاق من أجل ضمان مستقبل أطفالك، فلا تجعلى الحياة تأخذك دون الإستمتاع بها.

3-أتمنى لو انني امتلكت الشجاعة للتعبير عن مشاعري

ربما نلجأ الى كتمان مشاعرنا وعدم البوح بها خوفاً منا على خسارة صديق ما، أو رغبة منا في التعايش السلمي مع الآخرين دون حدوث مشاكل أو دون أن يحمل احد منا مشاعر الكراهية للآخر. ولكن هذا الضغط النفسي يضعك في صراع داخلي وكتمان نفسي وربما يؤدي في نهاية المطاف الى الإكتئاب النفسي، وقد يسبب أيضاً بظهور الأمراض العضوية كأمراض المرارة والقولون العصبي وغيرها، نتيجة لتحملك فوق طاقتك.

لهذا كوني صريحة مع نفسك ومع الآخرين، فالصراحة هي الطريق الأهم نحو السعادة النفسية والشعور بالسلام الداخلي.

4- أتمنى لو انني حافظت على أصدقائي

تمنى المرضى لو لم ينقطعوا عن التواصل مع أصدقائهم. الكل ابدى ندماً على خسارة الأصدقاء الحقيقيين القدامى الذين قطعوا الاتصال بهم حتى فقدوههم تماماً. مشاغل الحياة منعتهم من إعطاء هذه الصداقات الوقت والجهد الذى تستحقه للحفاظ عليها.

حاولي أن تستمري فى تواصل دائم مع أصدقائكِ الحقيقيين، مهما فرقت بينكم ظروف الحياة فالصداقات كالحب الحقيقي من أجمل عطاءات الحياة.

5- أتمنى لو انني اخترت ان اكون سعيداً

لم يدرك هؤلاء المرضى حتى نهاية المطاف ان السعادة هي خيار.  أدركوا ان  خوفهم مما قد يقوله الآخرون ومن إحداث تغيير حقيقي في حياتهم منعهم من الشعور بالسعادة طوال هذا الوقت. كم جميل ان نعي هذه الحقيقة وأن نختار السعادة بملء ارادتنا، قبل أن يصل بنا المطاف الى فراش الموت.