عن جابر بن عبدالله ــ رضي الله عنه ــ قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((لا تدعوا على أنفسكم , ولا تدعوا على أولادكم ولا تدعوا على أموالكم , لا توافقوا من الله ساعة فيها عطاء فيستجيب لكم )) رواه مسلم هذا الحديث الشريف يبين لنا أن هناك أوقات شريفة يستجاب فيها الدعاء . فنهينا عن الدعاء على أنفسنا وعلى أولادنا وأموالنا , لئلا يوافق دعاؤنا ساعة إجابة , فيستجاب للدعاء فيصيبنا الضر بذلك .
وكثير من الأمهات ــ هدانا الله وإياهن ــ يكثرون من الدعاء على أولادهم  بغير وجه حق وينسين نعمة الاولاد  ولا يعرفن قيمتهم في الحياة أحد مثل من حرموا من هذه النعمة نعمة الأولاد بل وانفقوا مئات الألوف لينجبوا وسافروا هنا وهناك ليرزقوا ولو بطفل واحد يملأ عليهم حياتهم فرحا وحركة ونشاطا.

إن قصة  اليوم لخير شاهد على خطورة الدعاء على الأبناء بالأذى أو الخسران او الدمار، جاءت الأم  بنفسها بالأمس تطلب نقل قصتها التي مر عليها 3 أشهر وما زالت تعيش في نار وحرقة وذنب ما فعلته بحق اولادها ( ولدين الأول 9 سنوات والثاني 10 سنوات) إنها جاءت تطلب نقل قصتها لكل أم حتى لا يحترق قلبها مثلما احترق قلبها وندمت تقول الأم  :

رزقت بطفلي الأول بعد 3أعوام من الحرمان من الإنجاب ثم رزقت بالثاني بعده بعام واحد ولما كبر الولدين كبرت مسئولياتهما ونتيجة للمشاكل بيني وبين والدهما كنت أدعو عليهما بالخسران وأحيانا بالموت وقصر الأجل وألا يصبح عليهما صبح وغيرها من الدعوات نتيجة شقاوة الأبناء والضغوط النفسية من أبيهم ولم أكن أتوقع ما يخفيه عني القدر ولم اكن اعلم أن دعوة الأم مجابة لهذه الدرجة ، لقد لقنني ربي درسا كان بمثابة إختبار كبير وصعب لي وليكون ذلك الحدث درسا أيضا لكل ام وأب سمح لنفسه وسمحت لنفسها بالدعاء ليل نهار على اولادها إنني تعلمت من محنتي أن باب السماء مفتوح لدعاء الأم سواء بالدعاء للأبناء أو الدعاء عليهم وهذا ما وقع معي.

تقول الأم: في صبيحة يوم من الأيام أيقظت أطفالي بصعوبة للذهاب للمدرسة وكالعادة كل يوم أتعباني في التلبيس وتجهيز الحقيبة وتناول الطعام وعدم الرغبة في الذهاب للمدرسة وعدم سماع الكلام بارتداء الجاكيت حماية لهما من البرد كانا يعاندان معي ويصرخان بالبكاء بالصباح والأب لا حياة لمن تنادي يلبس ملابسه ويرحل لعمله ودوامه دون أية مساعدة أو تهدئة للأولاد.

تشرح الأم “في هذا اليوم زاد الضغط من ولدي لأن أحدهما كان يريد ارتداء الملابس الرياضية المدرسية مثل أخيه مع أن يومه ليس فيه لبس رياضي لكنه العناد بينهما صارخ ابني الصغير فضربته بقوة لأني كنت في شجار مع والدهم من الأمس، وصرخ الطفل الثاني لأنه لا يريد أخذ السندوتشات معه فما كان مني إلا ان ضربته هو أيضا وحملتهما بالقوة لباص المدرسة وانا أدعو قائلة : “ربنا يريحني منكم يا رب ما أشوف وشكم تاني” .
وهنا بكت الأم فسألتها هل حدث لهما مكروه؟
قالت: نعم . أصيبا بحادث بباص المدرسة حيث دخلت سيارة كبيرة في الناحية التي جلس فيها أولادي وحدثت كدمات بسيطة لكل الطلبة بالباص إلا أبنائي فقد أصيبا بإصابات خطيرة ، بسبب دعوة أمهما، الابن الأكبر كسر بالكتف والذراع الأيمن والثاني ارتجاج بالرأي وكسر بذراعه ومنذ 3 أشهر يعالج أبنائي ولا يمض على يوم إلا وأبكي عليهما لأني انا السبب بدعائي عليهم.

جئت احمل قصتي وابتلائي التي أريدها ان تصل لكل أم وكل أب ألا تدعو على أولادكم حتى لا تحترق قلبوبكم مثلما احترق قلبي فهذه المرة أصيبا في حادث لكن ربما لو ألحيت بالدعاء عليهما أكثر لربما فقدتهما للأبد فلتحذر كل ام ، مهما كانت مشاكلها مع زوجها لا تخلطي الأمور وتنفثي عن تعبك النفسي بالدعاء على أبنائك ولا تجعلي من شقاوتهم سببا في تدميرهم لأنهم بالنهاية أطفال يحتاجون للصبر والرعاية.

شاركها مع اصدقائك لتصل للجميع