إنه منظر مهيب يشهد على قدرة الخالق جل جلاله.. حيث تمتزج الماء بالنار في منطقة ‏جزر الهاواي وتشكل منظراً بديعاً يستمر لآلاف السنين ...
إنها حمم منصهرة تتدفق باستمرار وتصل ‏درجة حرارتها لأكثر من ألف درجة مئوية...
وعلى الرغم من كثرة المياه فهي ليست قادرة على إخماد ‏هذه النار.. وعلى الرغم من حرارة النار العالية فهي غير قادرة على تبخير الماء.. ويبقى التفاعل بين ‏الماء والنار مستمراً ...‏

إن هذه الحمم تتدفق من باطن الأرض وتحديداً من الطبقة الثانية من طبقات الأرض، فنحن نعيش ‏على أرض ملتهبة ولكن رحمة الله بنا تجعلنا لا نشعر بذلك !!
ولكننا نرى هذه الحمم بالقرب من ‏المحيطات لأن القشرة الأرضية رقيقة جداً وتسمح لهذه الحمم بالخروج والتجمد في مياه البحر لتشكل ‏الجزر البركانية.‏
هذا المشهد لم يكن معروفاً لأحد في الماضي وبخاصة لمن سكن الجزيرة العربية في القرن السابع ‏الميلادي زمن نزول القرآن الكريم...



ولكن العجيب أن القرآن الكريم قد ذكره قبل أكثر من ألف وأربع ‏مئة سنة.. قال تعالى: (وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ (6) إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ) [الطور: 6-7].‏
وتقول العرب في اللغة: سجر التنور أي أحماه. وهذا يعني أن الله تبارك وتعالى أقسم بالبحر المحمي ‏أو المسخن في زمن لم يكن أحد يعلم شيئاً عن هذه الظاهرة العجيبة.‏

إن هذا المشهد يدعو كل ذي لبّ للتساؤل: من أين جاء النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الوصف ‏الدقيق؟ وكيف علم بهذا البحر المسجور؟ ومن الذي علمه ذلك؟

إنه الله تعالى الذي أنزل هذا القرآن ليكون معجزته الخالدة على مر العصور وهو الذي قال في حق ‏هذا النبي الكريم: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) [النجم: 3-4].‏