ركب رجل وزوجته أحد السفن قاصدين بلداً آخر وعندما سارت السفينة مسافة كبيرة في المحيط وكانوا هم وعشرات الركاب على متنها هاجت الأمواج وبدأت تلاطم في السفينة من كل الإتجاهات وبدا كأن السفينة تقترب من الغرق من شدة وقوة تلك الأمواج والعواصف وعندها لم يخف القبطان مخاوفه وأخبر الركاب أن السفينة أوشكت على الغرق وقد ضعفت للموج والعاصفة فبدأ الركاب يصرخون

ومن ضمنهم زوجة هذا الرجل التي كانت تصرخ

وذهبت لتحتمي به وليهدأ من روعها 

فوجدته جالساً كعادته لا يلقي للأمر بالاً 

فبدأت تتهمه بالبرود واللامبالاة وقلة الإحساس 

وتصرخ في وجهه

عندها أخرج هذا الرجل خنجراً ووضعه على رقبتها 

وقال لها : هل أنت خائفة من الموت الآن ؟

قالت : لا

قال لها : سأقتلك 

قالت : أنا أثق بك ، أنت تحبني ، لن تفعل ذلك

قال لها : وأنا أثق أن هذه الأمواج التي يسيرها الله عز وجل لن تؤذينا ، لأني أحبه و أثق به

وبعد كلامه بقليل هدأت العاصفة ونجا الركاب 

من وثق بالله أغناه ومن توكل عليه كفاه .. 

املأ نفسك ثقة في الله وتوكل عليه ثم تحرك لتحقيق هدفك

كم مرة وقعنا في أزمات وشعرنا أنها النهاية فدعونا الله بكل ثقة وخلصنا الله عز وجل منها ثم عدنا لعصيناه

قال تعالى "  هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُواْ بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُاْ اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنِّ مِنَ الشَّاكِرِينَ ، فَلَمَّا أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنفُسِكُم مَّتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ " 

نسأل الله أن نكون من عباده الشاكرين الحامدين المخلصين