حادثة الإفك ودروس وعبر ..هي الطاهرة أم المؤمنين رضي الله عنها

<div dir="rtl" style="text-align: right;" trbidi="on"><br /><h3 style="border: 0px; color: #495f62; font-family: Arial; font-size: 12pt; margin: 0px; padding: 5px 0px 16px; text-align: justify;"><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin-left: 3px; margin-right: 3px;">حاول المنافقون الطعن في عرض النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالافتراء على <span style="color: maroon;">عائشة </span>- رضي الله عنها - بما يعرف في كتب السيرة بحادثة الإفك، والذي كان القصد منها النيل من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومن أهل بيته الأطهار، لإحداث الاضطراب والخلل في المجتمع الإسلامي، بعد أن فشلوا في إثارة النعرة الجاهلية، لإيقاع الخلاف والفرقة بين المسلمين ..</div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin-left: 3px; margin-right: 3px;"> وقد أخرج <span style="color: maroon;">البخاري ومسلم </span>في صحيحيهما حديث الإفك.. وملخص القصة كما وردت في كتب الحديث والسيرة : أن المنافقين استغلوا حادثة وقعت لأم المؤمنين <span style="color: maroon;">عائشة </span>ـ رضي الله عنها ـ في طريق العودة من غزوة بني المصطلق، حين نزلت من هودجها لبعض شأنها، فلما عادت افتقدت عقدا لها، فرجعت تبحث عنه، وحمل الرجال الهودج ووضعوه على البعير وهم يحسبون أنها فيه، وحين عادت لم تجد الرَكْب، فمكثت مكانها تنتظر أن يعودوا إليها بعد أن يكتشفوا غيابها، وصادف أن مر بها أحد أفاضل أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو<span style="color: maroon;"><a href="http://www.m3rfaa.com/" target="_blank">صفوان بن المعطل السلمي </a></span>ـ رضي الله عنه ـ ، فحملها على بعيره، وأوصلها إلى المدينة.. فاستغل المنافقون هذا الحادث، ونسجوا حوله الإشاعات الباطلة، وتولى ذلك عبد الله بن أبي بن سلول، وأوقع في  الكلام معه ثلاثة من المسلمين، هم <span style="color: maroon;">مسطح بن أثاثة، وحسان بن ثابت، وحَمنة بنت جحش </span>.. فاتُهِمت ـ أم المؤمنين ـ <span style="color: maroon;">عائشة </span>ـ بالإفك..</div><div class="separator" style="clear: both; text-align: center;"><a href="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiwylpWOuxt22Hyo3ePt5PIJlZGRYxcWp82D718i6Zz0Ycr-F75nRU0NOz5LrvxauzqezX_mHjTg3FmMVFdvAshxGy6wUwP5HqaUXtx9l60yhEvfgmi0DmSKx1C3TwM4hCYDvosGwfzVTc/s1600/item109858.gif" imageanchor="1" style="margin-left: 1em; margin-right: 1em;"><img border="0" height="597" src="https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEiwylpWOuxt22Hyo3ePt5PIJlZGRYxcWp82D718i6Zz0Ycr-F75nRU0NOz5LrvxauzqezX_mHjTg3FmMVFdvAshxGy6wUwP5HqaUXtx9l60yhEvfgmi0DmSKx1C3TwM4hCYDvosGwfzVTc/s640/item109858.gif" width="640" /></a></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin-left: 3px; margin-right: 3px;">وقد أوذي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بما كان يقال إيذاء شديدا، وصرح بذلك للمسلمين في المسجد، حيث أعلن ثقته التامة بزوجته وبالصحابي <span style="color: maroon;">ابن المعطل السلمي </span>، وحين أبدى <span style="color: maroon;">سعد بن معاذ </span>استعداده لقتل من تسبب في ذلك إن كان من الأوس، أظهر<span style="color: maroon;"> سعد بن عبادة </span>معارضته بسبب كون عبد الله بن أبي بن سلول من قبيلته، ولولا تدخل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتهدئته للصحابة من الفريقين لوقعت الفتنة بين الأوس والخزرج ..</div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin-left: 3px; margin-right: 3px;">ومرضت <span style="color: maroon;">عائشة </span>ـ رضي الله عنها ـ بتأثير تلك الإشاعة الكاذبة، فاستأذنت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الانتقال إلى بيت أبيها، وانقطع الوحي شهرا، عانى الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ خلاله كثيرا، حيث طعنه المنافقون في عِرضه وآذوه في زوجته، ثم نزل الوحي من الله موضحا ومبرئا <span style="color: maroon;">عائشة </span>ـ رضي الله عنها ـ : { <span style="color: blue;">إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنْكُمْ لاَ تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ . لَوْلاَ إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ . لَوْلاَ جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ . وَلَوْلاَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ . إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللهِ عَظِيمٌ . وَلَوْلاَ إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ . يَعِظُكُمُ اللهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِن كُنْتُم مُّؤْمِنِينَ .  وَيُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الآَيَاتِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ . إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ . وَلَوْلاَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللهَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ </span>} (النور: 11-20)...</div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin-left: 3px; margin-right: 3px;">وتوالت الآيات بعد ذلك تكشف مواقف الناس من هذا الافتراء، وتعلن بجلاء ووضوح، براءة أم المؤمنين <span style="color: maroon;">عائشة </span>ـ رضي الله عنها ـ  التي أكرمها الله فمنحها الجائزة والتعويض لصبرها على محنتها، وأنزل في براءتها، آيات من القرآن الكريم، تتلى إلى يوم الدين ..</div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin-left: 3px; margin-right: 3px;"> لقد كادت حادثة الإفك أن تحقق للمنافقين ما كانوا<a href="http://www.m3rfaa.com/" target="_blank"> يسعون </a>إليه من هدم وحدة المسلمين، وإشعال نار الفتنة بينهم، ولكن الله سلَّم، وتمكن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بحكمته ـ وهو في تلك الظروف الحالكة ـ أن يجتاز هذا الامتحان الصعب، وأن يصل بالمسلمين إلى شاطئ الأمان..</div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin-left: 3px; margin-right: 3px;">وهذه الحادثة مع ما فيها من آلام شديدة، تركت وراءها العديد من الحِكم الجليلة، والفوائد الكثيرة، التي ينبغي الاستفادة منها في واقعنا كأفراد ومجتمعات، منها :</div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin-left: 3px; margin-right: 3px;">أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يخرج بنبوته ورسالته، وفضله وعلو منزلته، عن كونه بشرا، فلا ينبغي لمن آمن به أن يتصور أن النبوة قد تجاوزت به حدود البشرية، فينسب إليه ما لا يجوز نسبته إلا إلى الله وحده، قال تعالى: { <span style="color: blue;">قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً </span>} (الكهف:110) .</div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin-left: 3px; margin-right: 3px;">كما أظهرت هذه الحادثة أن الوحي ليس شعورا نفسيا أو إلهاما، كما أنه ليس شيئا خاضعا لإرادته ورغبته ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، مما يدعيه محترفو التشكيك في الإسلام والتلبيس على المسلمين، من أعداء الإسلام ومن سار وراءهم، إذ لو كان الأمر كذلك، لكان من السهل عليه ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن ينهي هذه المحنة التي آذته وآذت زوجته والمسلمين من يوم وقوعها، لكنه لم يفعل، لأنه لا يملك ذلك.. فماذا كان يمنعه ـ لو أن أمر القرآن بيده ـ أن ينطق بهذه الآيات من بداية هذا الإفك وهذه الإشاعة الكاذبة، ليحمي بها عرضه، ويقطع ألسنة الكاذبين؟، ولكنه ما كان ليترك الكذب على الناس ويكذب على الله، قال الله تعالى: {<span style="color: blue;">وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ. لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ. ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ. فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ </span>} (الحاقة47:44).. وهكذا شاء الله أن تكون هذه المحنة دليلا كبيرا على بشرية الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ونبوته في وقت واحد ..</div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin-left: 3px; margin-right: 3px;">ومن الحكم والفوائد المترتبة على هذه الحادثة، تشريع حد القذف وأهميته في المحافظة على أعراض المسلمين، فعندما وقعت حادثة الإفك أراد الله - عز وجل - أن يشرع بعض الأحكام التي تساهم في المحافظة على أعراض المؤمنين..</div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin-left: 3px; margin-right: 3px;">ومن المعلوم أن الإسلام حرم الزنا، وأوجب العقوبة على فاعله، وحرم أيضاً كل الأسباب المؤدية إليه، من تبرج وسفور، واختلاط ونظرة .. ومنها إشاعة الفاحشة، ومن ثم حرم الإسلام القذف، وأوجب على من اتهم عفيفًا أو عفيفة, بالزنا ـ وهم منه براء ـ حَد القذف، وهو الجلد ثمانين جلدة وعدم قبول شهادته إلا بعد توبته توبة صادقة نصوحا، وفي ذلك صيانة وحفظ  للمجتمع من أن تشيع فيه ألفاظ الفاحشة، لأن كثرة الحديث عن الفاحشة وتردادها في الألسن يُهون أمرها لدى سامعيها، ويجرئ ضعفاء النفوس على ارتكابها، أو رمي الناس بها.. وفي ذلك تربية للمجتمع الإسلامي الأول ليكون نموذجا للمجتمعات بعد ذلك..</div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin-left: 3px; margin-right: 3px;">  ولقد ظهر في هذه الحادثة فضل <span style="color: maroon;">عائشة </span>ـ رضي الله عنها ـ، فقد برأها الله من الإفك بقرآن يتلى إلى يوم القيامة، يتعبد المسلمون بتلاوته, قال تعالى: { <span style="color: blue;">إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنْكُم </span>} (النور: 11)، فكم ارتفعت منزلتها ـ رضي الله عنها ـ بذلك، وقد كانت تقول كما روى<span style="color: maroon;">البخاري </span>: " ما كنت أظن أن الله منزل في شأني وحيا يتلى"، ومن ثم فمن اتهمها بعد ذلك بما برأها الله به، فهو مكذب لله، ومن كذب الله فقد كفر ..</div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin-left: 3px; margin-right: 3px;"> كما أكدت هذه المحنة على  وجوب التثبت من الأقوال قبل نشرها، والتأكد من صحتها, حتى لا يقع الإنسان في الكذب والظلم، ويكون سببا في نشر الإشاعات والفواحش، قال تعالى: {<span style="color: blue;">وَلَوْلاَ إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ </span>} (النور:16 ).</div><img height="480" src="http://alyaa-kadi.com/wp-content/uploads/2010/09/782-300x225.png" width="640" /><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin-left: 3px; margin-right: 3px;"></div><div align="justify" dir="rtl" style="margin-left: 3px; margin-right: 3px;"></div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin-left: 3px; margin-right: 3px;">ومن الفوائد الهامة من هذه الحادثة، التوقف عند أمر الله ـ عز وجل ـ بالطاعة، وإن كانت مخالفة لرغبة الإنسان وهواه، وعدم ترك النفقة على الأقارب والفقراء وإن أساءوا، والحث على العفو والصفح عمن أساء إليك .. ظهر ذلك في موقف <span style="color: maroon;">أبي بكر </span>ـ رضي الله عنه ـ، الذي كان ينفق على<span style="color: maroon;"> مسطح بن أثاثة </span>لقرابته منه وفقره ، فلما أنزل الله براءة <span style="color: maroon;">عائشة </span>ـ رضي الله عنها ـ قال <span style="color: maroon;">أبو بكر </span>:" والله لا أنفق على <span style="color: maroon;">مسطح </span>شيئا أبدا بعد الذي قال في <span style="color: maroon;">عائشة </span>، فأنزل الله تعالى: {<span style="color: blue;"> وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيم </span>ٌ} (النور:22)،  فقال <span style="color: maroon;">أبو بكر </span>: "بلى والله إني لأحب أن يغفر الله لي"، فأرجع إلى <span style="color: maroon;">مسطح</span>النفقة التي كان ينفقها عليه..  </div><div class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin-left: 3px; margin-right: 3px;">لقد كانت حادثة الإفك حلقة من سلسلة حلقات الإيذاء والمحن التي لقيها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وكان من فضل الله ورحمته أن كشف زيفها وبطلانها، وأبقى دروسها وفوائدها، لتكون عبرة وعظة للأمة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.. وكل ذلك من الخير الذي كشفه الله في ثنايا هذا الحادث، مع ما فيه من ابتلاء وآلام، كما قال الله تعالى: { <span style="color: blue;">لا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ </span>} (النور: من الآية11)...</div></h3></div>

حادثة الإفك ودروس وعبر ..هي الطاهرة أم المؤمنين رضي الله عنها

حاول المنافقون الطعن في عرض النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالافتراء على  عائشة  - رضي الله عنها - بما يعرف في كتب السيرة بحادثة الإفك، والذي ...

مزيد من المعلومات »