مسلمو جزر القمر في رمضان " أسرة واحدة 


جمهورية جزر القمر الاتحادية الإسلامية، أرخبيل من الجزر يقع بين قارة إفريقيا ومدغشقر، أطلق العرب تسمية جُزُر القمر على هذه الجزر في أوائل القرن الثاني الهجري، وأرجع البعض سبب التسمية إلى أن الرحَّالة العرب العائدة أصولهم إلى مسقط وعدن وحضرموت هبطوا على ساحل الجزر وكان القمر بدرًا، فأسمَوها جزر القمر، ويقول آخرون: إن سبب التسمية يعود إلى أن هذه الجزر تشبه القمر في شكلها.

عدد سكانها  حوالي 800 ألف نسمة، 86% منهم مسلمون، و14% مسيحيون ويتخذ رمضان في جزر القمر طابعاً خاصاً،حيث تبدأ الأجواء الرمضانية عند أهل هذا البلد منذ حلول شعبان, فيكثر الناس من الصيام والصلاة في المساجد استعداداً لاستقبال شهر رمضان، وفي اليوم التاسع والعشرين من شهر شعبان يتحرى أهل جزر القمر هلال رمضان، وفور إعلان ثبوته يؤدون صلاة التراويح في المساجد.

ومن أهم العادات الرمضانية في جزر القمر توجّه السكان إلى السواحل البحرية ليلة رمضان حاملين المشاعل التي تتلألأ على مياه الشواطئ مع ترانيم الطبول إيذانا بقدوم رمضان، ويواصلون السهر حتى يتناولون السحور، كما أنهم يوقدون المصابيح من أول ليلة من شهر رمضان, فتعمر المساجد بالصلوات، وتصدح بالأناشيد والتلاوات، وتزداد توزيع الصدقات، ويكثر بين الناس فعل الخيرات.
ويتناول أهل جزر القمر على الفطور وجبات خفيفة أهمها الشوربة التي يطحن فيها الأرز مع اللحم، ووجبة الموز والفرياب الذي يشمل اللحم أو السمك مع الموز المقلي بالزيت.

ويتناولون في سحورهم الأرز مع اللبن أو الأرز مع السعلون – الخضراوات - بالإضافة إلى شرب الشاي.
ومن الأطعمة الرئيسية على مائدة الفطور في جزر القمر "الثريد"، إضافةً إلى اللحم والمانجو والحمضيات، وهناك مشروب الأناناس والفواكه الأخرى؛ حيث يحتل الثريد مكانةً خاصةً لديهم بين بقية الأطعمة، سواءٌ كان ذلك على الإفطار أم على السحور على الموائد القمرية.

ولا مانع من وجود اللحم والمانجو وأنواع الحمضيات وعصير الأناناس وغيره من الفواكه الاستوائية.. تلك هي عادة داوم عليها أهالي جزر القمر وما زالوا (لاستقبال رمضان من بداية شعبان).
 
أسرة واحدة
وتتحول الجزر القمرية طوال أيام الشهر إلى أسرة واحدة، يجمعها نداء الأذان بالصلاة، ويجمعها الحب والتآلف على مأدبة الإفطار، ومع أذان المغرب يخرج أبناء الجزر من كل حدب وصوب، يتجهون إلى المساجد لأداء الصلاة التي يحرصون عليها وبعد العودة من أداء الصلاة يبدءون بتناول الإفطار، وعادةً ما يتكون من وجبة خفيفة تختلف من منطقة، وبعدها يذهبون لأداء صلاة العشاء والتراويح، وعقب الصلاة يجتمع أبناء القرية وشبابها وشيوخها في حلقات يستمعون فيها إلى بعض الدروس والمحاضرات الدينية التي -عادةً- ما تدور حول فضائل الشهر الكريم وآداب الصوم.