يُعتبر الغضب من أكثر المشاعر ضررًا على صاحبها، فهو مولِّد لكلِّ طاقة سلبيَّة، ومسبب لكلِّ خطأ، وقد يعلل الكثيرون سرعة التوتُّر والغضب من أبسط المواقف أثناء الصيام والانقطاع عن الطَّعام والمنبِّهات.
يتحدث المستشار الأسريّ والاجتماعيّ "عامر الأسمري" عن الغضب كسلوك مذموم، وكيفيَّة التحكُّم فيه؛ حتى لا يؤثِّر سلباً على حياتنا، ويفسد صيامنا، وكذلك حالتنا النفسيَّة والمزاجيَّة في ما يلي:
بدايةً يقول الأسمري: "الغضب صفة مذمومة، وقد نهى نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- عنه، فعن سليمان بن صرد - رضي الله عنه - قال: كنت جالسًا مع النبي - صلى الله عليه وآله وسلم- ورجلان يستبان، فأحدهما احمر وجهه، وانتفخت أوداجه، فقال النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - : "إني لأعلم كلمة لو قالها ذهب عنه ما يجد، لو قال أعوذ بالله من الشيطان ذهب عنه ما يجد"، فقالوا له: إنَّ النبي - صلى الله عليه وآله وسلم قال: "تعوذ بالله من الشيطان"، فقال: وهل بي جنون، كما قال ابن القيم - رحمه الله -: " وأما الغضب فهو غول العقل يغتاله كما يغتال الذئب الشاة، وأعظم ما يفترسه الشيطان عند غضبه وشهوته".

والعاقل هو من يملك نفسه ساعة الغضب، حيث قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "ليس الشَّديد بالصرعة، إنَّما الشَّديد الذي يملك نفسه عند الغضب"، ومن السهل جدًا ذلك إذا عزم الإنسان عليه بإرادة صارمة.

ويبقى السُّؤال: هل هناك وسائل تساعد في ضبط النَّفس عند الغضب خاصَّة أثناء الصيام؟
يرى الأسمري 10 طرق للتحكُّم في لحظات الغضب، وهي:
أولاً: الاستعاذة بالله من الشيطان، حيث قال تعالى: "وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ".
ثانيًا: تغيير الحال.
عن أبى ذر -رضي الله عنه -أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: "إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع".
ثالثًا: الوضوء.
عن عطية السعدي -رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-: " إنَّ الغضب من الشيطان، وإنَّ الشيطان خلق من النار، وإنما تطفأ النار بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ".
رابعًا: استحضار الأجر العظيم لكظم الغيظ، حيث قال تعالى: "الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ"، ومرتبة الإحسان هي أعلى مراتب الدين.
خامسًا: العمل بوصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنَّ رجلاً قال للنبي -صلى الله عليه وآله وسلم- أوصني، قال: "لا تغضب" فردد مرارًا قال: "لا تغضب".
سادسًا: أن تفكِّر بقبح منظرك في حالة الغضب.
سابعًا: التحدُّث مع نفسك بطريقة إيجابيَّة وعقلانيَّة، وأن تقول عند حدوث أيّ موقف: لقد مررت بأصعب من ذلك، وأنا قادر على تجاوزه، وسأتغلَّب على الموقف بنجاح.
ثامنًا: أخذ نفس عميق عند التعرُّض لموقف عصيب، وترديد الأفكار الإيجابيَّة المشجِّعة لضبط نفسك.
تاسعًا: ممارسة الرِّياضة عند الشُّعور بالغضب للتنفيس.
عاشرًا: العلم أنَّ ترك الغضب من أسباب دخول الجنة، حيث قال رجل للنبي -صلى الله عليه وسلم-: دلّني على عمل يدخلني الجنة، قال: "لا تغضب ولك الجنة".