لماذا ينفض الكلب الماء؟ 

هل شاهدت قبلاً ما يفعله الكلب عند ابتلاله؟ إنه ينفض نفسه بقوة للتخلص من الماء، وعادة ما يكون انتفاضه هذا فعالاً أكثر من أي منشفة يمكنك تخيلها.

لا تقتصر هذه الصفة على الكلاب فقط فكل الحيوانات الثديية ذات الفراء تقوم بالشيء ذاته، ويمكن لأي ثديي ذو فراء أن ينفض 70% من الماء من على فراءه في جزء من الثانية فقط.

في هذه الدراسة قام الباحثون بالنظر إلى 16 فصيلة من الثدييات من الفئران وحتى الأسود والنمور، ووجدوا أن كلما صغر حجم الحيوان زادت السرعة التي ينفض بها جسمه للتخلص من الماء على فراءه.

ويعتبر تجفيف الجسم والتخلص من الماء عامل حياة أو موت بالنسبة للحيوانات ذات الفراء، فمثلاً الجرذ الذي ينغمس بالماء يخرج وهو يحمل على فراءه حوالي خمسة بالمائة من وزنه من الماء.

ويكون التجفيف بسرعة أمرًا حيويًا خصوصًا في الشتاء، فمثلاً إذا ظل فراء الكلب يحمل حوالي رطل من الماء سيستهلك منه الأمر 20% من السعرات الحرارية التي يستهلكها في اليوم بأكمله للبقاء دافئًا حتى يجف.

وقد وجد العلماء أن كلما زاد حجم الحيوان كلما قلت سرعة انتفاضه للخلاص من الماء، وذلك لأن فراءهم يكون أطول فهو يتحرك لمسافة أبعد ويكون معرضًا لقوة الطرد المركزي أكثر من فراء الحيوانات الأصغر.

لذا فبينما ينفض الدب نفسه أربع مرات في الثانية والكلب من أربع مرات إلى ست مرات في الثانية يحتاج الفئران والجرذان لمضاعفة هذه المرات 10 أضعاف.

ويقول الباحثون أن جلد هذه الثدييات يكون رخو إلى حد ما وهو ما يساعد في عملية التجفيف بسرعة كبيرة أكثر مما سيكون الأمر لو كان الجلد مشدودًا.

وفي النهاية وعلى الرغم من اختلاف الحجم والسرعة يمكن لجميع الثدييات الفرائية تجفيف نفسها بكفاءة وسرعة رائعين.