يوم رمضاني مثالى

إليك هذا البرنامج اليومي الذي يمكنك الاستعانة به لاستغلال ساعات هذا الشهر العظيم وأيامه فيما يقربك من ربك جل وعلا .

يبدأ البرنامج قبيل الفجر في ساعات الليل الأخيرة، حيث تستيقظ ، ثم تتوضأ وتصلي ما كتب الله لها، لتقوم بجزء من القرآن في هذا الوقت الشريف، وقت تهجد المتهجدين، واستغفار المستغفرين، ودعاء الملحين، وليس هناك من حرج في أن تصلي في هذا الوقت ولو كنت قد أوترت عقب صلاة التروايح، المهم أنها لا توتر مرة أخرى .

فإذا صليت ما كتب الله لها ودخل وقت السحر، تكون المرأة قد أعدت ما تيسر من الطعام للسحور، ولو بضع تمرات لقوله - صلى الله عليه وسلم -: (نعم سحور المؤمن التمر)، فإن لم تجد التمر شربت قليلاً من الماء، لتحصل لها ولأسرتها بركة السحور.
فإذا تسحرت جلست تذكر الله وتسبحه وتستغفره حتى يؤذن الفجر، فإن الله جل وعلا أثنى على المستغفرين بالأسحار، وكان ابن عمر رضي الله عنه يحيي الليل بالصلاة ثم يقول لمولاه: يا نافع أسحرنا – يعني هل دخل وقت السحر -؟ فيقول: لا، فيعاود، فإذا قال: نعم، قعد يستغفر الله حتى يصبح .

فإذا أذن المؤذن لصلاة الفجر رددت معه ألفاظ الأذان، ثم تدعو بما ورد، ثم تصلي راتبة الفجر التي هي خير من الدنيا وما فيها، وكان - صلى الله عليه وسلم- لا يدعها في حضر ولا سفر، ثم تجلس تدعو الله بعد الأذان حتى تقيم الصلاة، ثم تصلي الفريضة، وبعدها الأذكار، ثم تقرأ أوراد الصباح لتكون في حرز من الشيطان يومها ذاك، ويمكنها الاستعانة بكتب الأذكار الصحيحة إن لم تكن تحفظها .

وبعدها تشرع في قراءة قدر من القرآن لا تفرط فيه وليكن جزءاً أو جزئين أو أكثر حتى تطلع الشمس وترتفع قيد رمح ثم تصلي ركعتين ليكتب لك أجر حجة وعمرة تامة تامة تامة .

ثم تأخذ قسطاً من النوم والراحة حتى تستعيد نشاطها إن لم تكن مرتبط  بعمل أو دراسة، وتستيقظ قبل الظهر لتصلي سنة الضحى، فإذا دخل وقت صلاة الظهر تحرص على أن تصلي السنة القبلية وهي أربع ركعات ثم الفريضة، ثم السنة البعدية ركعتين أو أربع، ثم تستكمل قراءة وردك اليومي من القرآن 

وينبغي للصائم أن يجعل له حزباً يومياً من كتاب الله، يقرؤه في نهاره وليله وأوقات فراغه، ولا أقل من أن تختم القرآن مرة في هذا الشهر الذي هو شهر القرآن،  وإن لم  تستطيع القراءة من المصحف، بإمكانك تعويض ذلك عن طريق سماعه بواسطة الإذاعة أو جهاز التسجيل، فيحصل لك الأجر والثواب، ويعمر البيت بتلاوة كلام الله وذكره .
ويمكن في هذا الوقت أيضاً أن يكون هناك مجلس ذكر عائلي يجتمع فيه أفراد الأسرة يتدارسون فيه القرآن، وبعض الأحاديث من رياض الصالحين أو الأربعين النووية، ويشجع الأولاد على ذلك عن طريق إقامة المسابقات والجوائز .

ثم تصلي صلاة العصر،  وبالنسبة للمرأه بعدها تبدأ في إعداد ما تحتاجه الأسرة من إفطار دون مبالغة أو إسراف، مستغلةً هذا الوقت الذي تقضيه في المطبخ في الذكر والتسبيح والتهليل، وسماع القرآن وبعض الأشرطة والمواد النافعة، محتسبة في ذلك الأجر والنية الخالصة .

وعليك ألا تنسى في غمرة الانشغال أن تخصص وقتاً قبيل المغرب - ولو بثلث ساعة على الأقل - لتغتنم هذه اللحظات المباركة، وتتفرغ لقراءة الأذكار، ودعاء الله في هذه الساعة التي هي من أوقات الإجابة .

فإذا أذن المؤذن استحب تعجيل الفطر، ولا تنسى الأذكار بعد الإفطار، ثم أداء صلاة المغرب في أول وقتها وركعتين بعدها، وبعد الصلاة يكمل أفراد الأسرة عشاءهم، وينبغي أن لا يثقلوا على أنفسهم لكي يستطيعوا أن يؤدوا التروايح بخشوع وراحة .
وقبيل صلاة العشاء تستعد لصلاة العشاء والتراويح إما في بيتك أو في مسجد حيك مع مراعاة الضوابط الشرعية، ولا تنصرف من الصلاة حتى ينصرف الإمام من آخر ركعة، ليكتب لك قيام ليلة كاملة .

بعد انتهاءها من صلاة العشاء والتراويح يمكن أن تخصص جزءاً من الوقت تستكمل فيه وردك من القرآن، وبعده تتوجه إلى شؤونك الخاصة وشؤون أولادك من صلة رحم أو زيارة قريب أو جار، أو حضور درس أو محاضرة أو الجلوس مع الأولاد لتعليمهم وتحفيظهم بعض الآيات والأذكار والقصص، ولتحذر من إضاعة الوقت أمام القنوات أو في الأسواق والسهر الطويل، فقد كان - صلى الله عليه وسلم- يكره السمر والحديث بعد العشاء .

وبعد ذلك تأخذ قسطاً من النوم في الليل لأن نوم النهار لا يغني عن نوم الليل، مع عدم نسيان الأذكار والنوم على طهارة، فإذا جاء ثلث لليل الآخر استيقظت لتستأنف يوماً جديداً مليئاً بالطاعات والقربات.
المصدر: موقع الشبكة الإسلامية