مسلمو اليابان..عاشقون للشيخ عبد الباسط في رمضان



 
في أقصى شرق الكرة الأرضية، ومن أرض الشمس المشرقة يشرق فجر الإسلام على أهل اليابان، أصحاب الحضارة العريقة ورواد التكنولوجيا الحديثة،‍‍ ورغم بعد المسافات وتنائي الديار بين مسلمي اليابان وإخوانهم في أنحاء العالم الإسلامي، ورغم حداثة عهدهم بالإسلام إلا أنهم -وككل أبناء الأمة- يشاركونهم فرحة رمضان لتكتمل سعادة الجسد الواحد، ويغترف الجميع من فيض بركاته وعطر نفحاته.

يتم تشكيل لجنة دائمة في المركز الإسلامي اسمها "لجنة رمضان والعيدين" لبحث الاستعداد لرمضان واستقباله، وتبدأ نشاطها بتولي عملية استطلاع هلال رمضان، وغالبًا لاتستطيع اللجنة رؤية هلال رمضان، رغم الصعود أعلى عمارات اليابان لاستطلاعه، فتضطر إلى اتباع أقرب بلد إسلامي وهي ماليزيا التى تفتح سفارتها لإعلان أول يوم من رمضان، ويقوم المركز - الذي يظل مفتوحًا طوال اليوم- بإعلام المسلمين بثبوت هلال رمضان، ويجيب عن استفسارات المسلمين في شتى أنحاء اليابان حول الهلال ومواقيت الصلاة والصوم.

كما تصدر دائمًا تقويمًا بهذه المناسبة يتضمن أوقات الصلاة والمواعيد التقريبية للإمساك والإفطار في رمضان، ويوزع على الملتقيات والمساجد والمصليات والتجمعات الإسلامية المختلفة في أنحاء اليابان، ويتكرر هذا بالنسبة للعيدين والمناسبات الإسلامية الأخرى، وتوزع قوائم أخرى بالمطاعم والمحلات التي تبيع الأطعمة الحلال، ويعاد تعديلها دوريًا ونمد بها كل التجمعات والمؤسسات الإسلامية الأخرى.
كما يأخذ المركز وكل التجمعات الإسلامية الأخرى الاستعدادات اللازمة لاستقبال هذا الشهر الذي يعد أكثر شهور العام بركة ونشاطاً في العمل الإسلامي.

تحرص المساجد في اليابان على فتح أبوابها أمام المسلمين وغير المسلمين خلال شهر رمضان من أجل تعريفهم بالدين الإسلامي.

ومن أبرز مظاهر شهر رمضان في اليابان هو تنظيم مآدب الإفطار الجماعي؛ وذلك من أجل زيادة الروابط بين المسلمين في هذا المجتمع الغريب وخاصةً بين العرب الذين يكونون قادمين لأغراض سريعة ولا يعرفون في هذه البلاد أحدًا تقريبًا، وتكون هذه المآدب بديلاً عن التجمعات الإسلامية المعروفة في أيٍّ من البلدان الأخرى بالنظر إلى غياب هذه التجمعات في اليابان.

كما يحرص المسلمون على أداء صلاة التراويح والقيام في أيام الشهر الكريم، ويأتي الدعاة من البلاد العربية والإسلامية ويحظى المقرئون الراحلون الشيخ عبد الباسط عبد الصمد ومحمد صديق المنشاوي بانتشار كبير في أوساط المسلمين اليابانيين، أيضًا يتم جمع الزكاة من أجل إنفاقها في وجوه الخير ودعم العمل الإسلامي حيث تنشط عملية إخراج الزكاة بين مسلمي اليابان أثناء شهر رمضان أكثر من بقية شهور العام، وقد خصصنا لجنة للزكاة تمارس عملها طوال العام.. وتحوز هذه اللجنة ثقة المسلمين هناك؛ خاصة أن لديها اتصالات ومعلومات عن غالبية المسلمين في اليابان، وهو ما يسمح لنا بأداء هذه المهمة بكفاءة.

وفي خصوص صلاة العيد فإن الدعوة لها تبدأ من العشر الأواخر في شهر رمضان حيث يهتم المسلمون اهتماماً كبيراً بصلاة العيد فتصل الأفواج الكبيرة لأداء هذه الشعيرة التي تنمي فيهم روح التلاحم والمودة وتظهر من خلالها محاسن الإسلام مما يترك أثراً طيباً في نفوس أهله، وتأثيراً بالغاً في نفوس المحرومين من غير المسلمين.

وقد كانت تقام في المساجد والمصليات فقط، لكن في الفترة الأخيرة بدأت إقامتها في الحدائق العامة والمتنزهات والملاعب الرياضية.. الأمر الذي يشير إلى إقبال المسلمين في اليابان من أهل البلاد أو الأجانب عنها على الصلاة، كما يساعد على نشر الدين بين اليابانيين وتعريفهم به حين يرون المسلمين يمارسون شعائرهم، ويشير هذا أيضًا إلى الحرية الممنوحة للمسلمين في اليابان.