كما نعلم ان كل شيء يريده الله  له حكمة كذالك خسوف القمر 

خسوف القمر آية ربانية عظيمة من آيات الله التي يخوف بها عباده والتي يغفل عنها الكثير من الناس. وهو في نفسه ليس عقوبة من الله ولكنه تنبيه وتحذير .
فإذا أراد سبحانه تخويف عباده خسفة بأمره فانطمس نوره او جزء منه فيحدث الخسوف الجزئي), وكله يحدث بما قدره الله من أسباب تقتضي ذلك, فيقدر الله ذلك تخويفا للعباد ليتوبوا إليه ويستغفروه ويعبدوه ويعظموه ويرجعوا إليه.

ولما كسفت الشمس على عهد النبي صلى الله عليه وسلم في التاسع والعشرين من شوال من السنة العاشرة للهجرة خرج إلى المسجد مسرعا فزعا يجر رداءه، وصلى بهم صلاة الكسوف وخطب خطبة بليغة حفظ منها قوله عن الكسوف :إن الشمس والقمر لآيتان من آيات الله يخوف الله بهما عباده, لاينكسفان لموت أحد من الناس. رواه البخاري ومسلم .

ومع اهتمام الناس اليوم بعلم الفلك كثرت التساؤلات حول العيد من ايات الله في الكون ومنها الكسوف والخسوف ومنها

الأول : كـيف يكـون الكـسوف تخـويـفا وهـو أمـر يـعرف بالحـساب ؟

لله تعالى في تقدير الخسوف حكمتان :

1- حـكمـة قـدريـة: يحصل الخسوف بوجودها. وهذه معروفة عند علماء الفلك والحساب لم يبينها النبي صلى الله عليه وسلم. وشغل الناس الشاغل اليوم هو في الحديث عن هذه الحكمة وقلما يتعرضون للكلام عن الحكمة الثانية .

2- وحـكمة شرعية: وهي تخويف العباد. وهذه الحكمة التي لايمكن لأحد أن يعلمها إلا عن طريق الوحي. وهو ما جاءنا عن النبي صلى الله عليه وسلم من قوله (يخوف الله به عباده).

فالذي قدر السبب الحسي حتى حصل الكسوف أو الخسوف هو الله تعالى لأجل أن يخاف الناس ويحذروا. كما ينبغي أن يعلم أن خسوف القمر أو كسوف الشمس ليس من علم الغيب لأن له أسبابا حسية معلومة كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.

ثــانـيـا : مـاذا نـفـعل عـند رؤيـة خسوف القمر ؟

بين لنا ذلك النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري بقوله: (فإذا رأيتم شيئا من ذلك فافزعوا إلى ذكر الله تعالى ودعائه واستغفاره), وفي رواية (فافزعوا إلى الصلاة), وفي رواية: (فاذكروا الله وكبروا وصلوا وتصدقوا).

فمتى رأى المسلمون خسوف القمر فليفزعوا إلى ما أمروا به من الدعاء والذكر والتكبير والاستغفار والصدقة والصلاة وليس هناك دعاء خاص بل يدعو الإنسان بما تيسر له من المغفرة والرحمة والعفو.

ثالثا : مــا حـكـم صـلاة الــخـسـوف ؟



تواتر الأمر من رسول الله صلى الله عليه وسلم بها والحض عليها وهي آكد صلاة التطوع. فهي أوكد من صلاة الاستسقاء والتراويح لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بها وخرج إليها فزعا وصلى صلاة غريبة, وعرضت عليه في صلاته هذه الجنة والنار وخطب بعدها خطبة بليغة عظيمة وشرع لها الجماعة فأمر مناديا أن ينادي (الصلاة جامعة) البخاري ومسلم.

وهي على الأقل: واجبة على الكفاية. فلا يمكن للمسلمين أن يروا إنذار الله بخسوف القمر ثم يدعوا الصلاة ويتركوها مع أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بها وأمر بالصدقة والتكبير والعتق والفزع إلى الصلاة.

رابــعـا : مـتـى تـؤدى صـلاة الخسوف ؟

إذا حصل الخسوف – كليا أو جزئيا – في أي وقت فليفزع الناس للصلاة لأن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يستثن وقتا من الأوقات. ولأنها صلاة فزع ومدافعة بلاء فتصلى في أي وقت حصل ذلك وليس عنها نهي فتصلى بعد العصر وبعد الفجر وعند طلوع الشمس وكل وقت. والسنة أن تصلى جماعة في المساجد كما صلاها النبي صلى الله عليه وسلم وصلى خلفه الرجال والنساء فإن صلاها الإنسان لوحده فلا بأس بذلك لكن الجماعة أفضل. وإذا انقضت الصلاة والخسوف باق فليشتغل بالدعاء والاستغفار والقراءة حتى ينجلي.

خـامـسـا : مـا هـي صـفـة صـلاة الـكـسـوف ؟

ينادى لها (الصلاة جامعة) بدون تكبير يكرره المنادي بقدر ما ينتبه الناس له ويسمعونه. ثم يلون كما صلى النبي صلى الله عليه وسلم: ركعتين في كل ركعة ركوعان وقراءتان. يجهرون بهما. ومن فاته الركوع الأول من الركعة فقد فاتته الركعة فليقضها بركوعيها بعد سلام الإمام.

فالنبي صلى الله عليه وسلم صلاها بدون إقامة فكبر وقرأ الفاتحة ثم قرأ سورة طويلة نحو سورة البقرة ثم ركع ركوعا طويلا جدا ثم رفع رأسه وقال: سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ثم قرأ قراءة طويلة دون الأولى ثم ركع ركوعا طويلا دون الركوع الأول ثم قال: سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد وقام قياما طويلا نحو ركوعه ثم سجد سجودا طويلا نحو ركوعه ثم جلس بين السجدتين جلوسا طويلا نحو سجوده ثم سجد سجودا طويلا نحو سجوده الأول ثم قام للركعة الثانية فصلاها كما صلى الركعة الأولى إلا أنها دونها في القراءة والركوع والسجود والقيام والقعود ثم تشهد وسلم . ثم خطب للناس خطبة عظيمة
ظاهرة الخسوف القمري هي إحدى ظاهرتين تشترك فيهما كل من الشمس والقمر والأرض إضافة إلى ظاهرة الكسوف الشمسي حيث تصطف هذه الأجرام الثلاثة على استقامة واحدة بحيث تلقي أشعة الشمس الساقطة على الكرة الارضية ظلا مخروطي الشكل للأرض يمتد خلفها في الفضاء لمسافة تصل احيانا لعدة مئات من الكيلومترات.

فاذا عبر القمر البدر هذا المخروط الظلي فان اشعة الشمس تنحجب عنه لحين خروجه من الظل ويعتمد طول فترة الخسوف ومقرها على الفترة التي يمكثها القمر داخل هذا الظل وذلك، بحسب بعده عن الارض، فان كان بعيدا في مداره عن الارض (الأوج) استغرق اقصر مدة لانه سيقطع من المخروط مسافة صغيرة فقط، اما ان كان قريبا في مداره حول الارض (الحضيض) فانه سيستغرق اطول مدة في ظلها.

ان ظاهرة الخسوف تعد احدى الظواهر الطبيعية الكونية المتكررة حيث تتكرر في كل عام مرتين على الاكثر ويمكن ان تحدث مرة اولا تحدث في تلك السنة ابدا.

ويتميز الخسوف الكلي للقمر بلونه النحاسي المحمر الناتج عن تخلل اشعة الشمس ثم انكسارها عبر الغلاف الجوي وصولا الى سطح القمر، ولو لم يكن للارض غلاف جوي لما امكننا ان نرى القمر اثناء مرحلة الخسوف الكلي بل لكان مظلما تماما.

ويوجـد للـخـسوف ثلاثـة انـواع وهـي :

1 – خــسـوف شـبـه الـظـل : ويحدث عندما يدخل القمر منطقة شبه الظل او ما يعرف باسم الخسوف الكاذب حيث ان ضوء القمر يحدث به خفوت ولكن دون ان ينخسف .

2 – خــسـوف جــزئــي : ويحدث عندما يدخل جزء من قرص القمر منطقة ظل الأرض وفي هذه الحالة ينخسف جزء منه .
3 – خــسـوف كـلـي : ويحدث عندما يدخل قرص القمر منطقة ظل الأرض . وفي هذه الحالة ينخسف كامل قرص القمر ويتحول لونه الى الاحمر الدامي .