النوم بالعقاقير… طريق للموت البطيء

 

 

 النوم بالعقاقير خطر كبير يلحق بك
تزايدت في الآونة الأخيرة ظاهرة تناول العَقاقيرالمُنومة، وهذا انعكاس لتطورات العصر وسرعة إيقاعه، وتلاحق أحداثه التي تشغل الفكر، وتقف حائلاً أمام الاستمتاع بنوم هادئ.. ولكن الأطباء حذروا مِن خطورة التعود على تناول المنومات، حتى لا يتحول الأمر إلى إدمان يصعب التخلص مِنه، إضافة إلى أنها تؤثر على النشاط الطبيعي لأجهزة الجسم، وتولّد عقب الابتعاد عنها خللاً في وظائف النوم، وصعوبة تزيد عن سابق العهد في الاستسلام إليه.

وكشف العلماء عن بعض الآثار الجانبية الضارة لهذه العقاقير عِندما أوضحوا تأثيرها السلبي على بعض أمراض القلب وصعوبة التنفس خلال النوم، وكذلك أثرها عَلى حَيوية الشخص خلال ساعات العمل وفترة النهار، ومنها فقدان الذاكرة المُؤقت، والشعور بالنعاس الدائم الذي يصل أحياناً إلى سقوط الفرد اللاشعوري.

• دور الطبيب:
تكون المنومات في بعض الأحيان دواءً لازماً، مع الأخذ في الاعتبار ضرورة وصفها ومتابعة تناولها من جانب طبيب متخصص لتحديد الجرعة المطلوبة، ومدة المداومة على تعاطيها، وأخيراً التوقيت المناسب للإقلاع عنها.

وتتجلى أهمية الطبيب في المواءمة بين جرعات الأدوية الأخرى المرتبطة بأمراض معينة وحالات الأرق التي تصيب الإنسان، حيث انتهت التجارب العلمية إلى وجود علاقة بين بعض أدوية الاكتئاب وارتفاع ضغط الدم وبين معاناة الشخص من الأرق، مما يستدعي إشرافاً طبياً ينظم هذه العملية.

• الأرق:
أوضحت إحصائيات طبية حديثة أن ثلث سكان العالم تقريباً يعانون الأرق، وأكثر هذه الفئات معاناة هم كبار السن، وهي ظاهرة طبيعية تصَاحب التقدم في العمر، فبعد بلوغ الستين يستغرق الشخص في النوم ساعات محدودة ومتقطعة ويلاحظ أنه ينام متأخراً ورغم ذلك يستيقظ في سَاعات ُمبكرة من الصباح.

أرجع العلماء هذه الظاهرة إلى قلة النشاط الذي يبذله كبير السن، ومُخالفة أسلوب حياته "للفطرة الإلهية" التي اعتادها البشر، فالمفترض أن النوم فترة للراحة والتخلص من تعب النهار، وهذا لا يحدث في منظومة حياة الكبار غالباً، لذلك يَنصح العلماء من تقدموا في العمر، بممارسة نشاط رياضي خفيف أثناء النهار، أو القيام ببعض الأعمال اليدوية البسيطة.

وإذا تكرر القلق الليلي يجب ألا يترددوا في قراءة كتاب أو مشاهدة التلفزيون بمجرد شعورهم بالأرق، لأنه بمثابة بذل نشاط يساعد الجسم بعد ذلك على الرغبة في التمتع بالراحة من خلال النوم.

المراهقون يحتلون المركز الثاني في القائمة، ولكن اضطرابات النوم لدى المراهق مرتبطة بمواسم معينة، أبرزها فترة الامتحانات، فالأرق قد يكون ناتجاً عن سبب الحالة النفسية المتوترة للطالب، أو نتيجة لتناول المنبهات بصورة متعمدة، للتمكن من الاستيقاظ أطول فترة ممكنة.

• النوم ليلاً ضروري:
تشير الدراسات والأبحاث إلى الخطورة المترتبة على تناول المنبهات وإجبار الجسم على اليقظة، لأن جسد الإنسان بطبيعته يحتوي على ما يسمى "بالساعة البيولوجية"، وهي المنظم للنوم واليقظة في حياتنا، ولها نظام خاص يعمل الجسم وفقاً له، فيكون له عدد ساعات أمثل للنوم، ومواعيد أقرب للثبات في الاستيقاظ، وأي محاولة لتغيير آليتها كالنوم صباحاً والسهر ليلاً تسبب خللاً في وظائف الجسم وشعوراً دائماً بالإرهاق والتوتر العصبي.

وبعد عدة تجارب حاول العلماء إثبات عدم وجود علاقة بين الاستغراق في النوم وارتباطه بالليل، لكن جاءت النتائج محبطة لاستنتاجاتهم، وخلصوا إلى أن اكتمال دورة النوم ووصولها إلى أعلى المنحنيات متعلق باختفاء ضوء النهار واكتمال ظلمة الليل بشكل طبيعي، ولا علاقة بهذا بالتعتيم المفتعل، وكذلك بالهدوء والسكون.

ويوصي الباحثون بنوم الليل وعدم التأخر في الاستيقاظ نهاراً، بسبب رغبة واحتياج الأجهزة الحيوية للنوم ليلاً، كما أن السهر والاستيقاظ في وقت متأخر يسهم في الانتقاص من حجم النشاط المعتاد ويدفع إلى الخمول.

وكذلك الحال مع نوم القيلولة الذي وضع له العُلماء حداً أقصى ثلث السَاعة، وهي الفترة اللازمة لاستعادة النشاط واستكمال مُزاولة الأعمال المهنية، فإذا زاد عن هَذا الحد، تحول إلى مصدر للتراخي والكسل.

• ساعات النوم المثالية:
نفى علماء "عدد ساعات النوم المثالية"، مبررين ذلك باختلاف طبيعة أنشطة الأفراد وعمل أجسادهم، فهنالك من يحتاج إلى 4 ساعات من النوم يومياً، وآخر يحتاج إلى أكثر من 9 ساعات يومياً بسبب ما يبذله من عَمل شاق، وأحيانًا يمتلك الشخص ملكة خاصة يستطيع بها الاستمرار لساعات طويلة في عمل مرهق.