يعتني الرجال بسيارتهم أو بسقف منزلهم أكثر من اعتنائهم بصحتهم. فإذا اكتشفوا تسرباً في سقف المنزل يسارعون إلى إصلاحه قبل أن يؤذي المنزل بأكمله. وعندما يسمعون أدنى صوت من سياراتهم، يذهبون إلى ورشة التصليح على الفور. لو أنهم يعتنون بصحتهم بالحماس نفسه لكان الأمر أفضل بكثير.
من المحتمل أن نسبة الوفيات المرتفعة لدى الرجال من الأمراض الخطيرة مثل أمراض القلب والسرطان والسكتة الدماغية والسكري هي بسبب عدم ميولهم للحصول على استشارة طبية بالقدر الذي تقوم به النساء. يمكن أن يتعايش الرجال في مقتبل العمر مع الأوجاع والآلام المختلفة ويتخلصون منها، ولكن عندما يبلغون العمر المتوسط قد تكون هذه الأوجاع مؤشراً على مرض يؤدي إلى تدهور الحالة الصحية نحو الأسوأ.
بالفعل هناك بعض الأعراض التي يجب أن يتعامل معها الرجال بجدية مهما كان عمرهم. إذا كان لديك أحد الأعراض التالية توقف عن التفكير واستشر الطبيب.
1. آلام الصدر إذا كنت تشعر وكأن فيلاً يجثو على صدرك، أسرع إلى المشفى. غالباً ما تكون أعراض الهجمة القلبية أقل وضوحاً، ومن بينها آلام في الذراع اليسرى وفي الفك وكذلك التعرق وضيق النفس. إن ألم الصدر الذي يصيبك بعد بذل مجهود ويستمر دقائق فقط ويختفي بعد ذلك، يعني أن قلبك لا يحصل على المقدار الكافي من الدم (تدعى هذه الحالة بالذبحة الصدرية). وفي بعض الأحيان يكون ألم الصدر مجرد حرقة. ولكن لمَ المخاطرة؟
2. ضيق النفس. إذا تعرضت لضيق في النفس بعد ركض مسافة معينة أو بعد التقاط كرة السلة، فإنه ليس بالأمر الخطير. أما إذا كنت تعاني من ضيق في التنفس عندما تكون مستلقياً على الفراش أو بعد المشي لمسافة قصيرة أو بعد الصعود على الدرج لطابق أو اثنين، فيجب أن تذهب إلى الطبيب على الفور. هذه مؤشرات قد تدل على أن قلبك يعاني من الضعف – تدعى هذه الحالة قصور القلب الاحتقاني.
3. فقدان الوزن غير الإرادي. يحاول العديد من الناس التخلص من الوزن الزائد. ولكن إذا شعرت بأنك تفقد من وزنك بدون أن تحاول ذلك، فإنه مؤشر على حدوث عملية معينة. قد يبدو المسبب بسيطاً نسبياً مثل فرط نشاط الغدة الدرقية ولكن في بعض الأحيان قد يكون أول مؤشر على الإصابة بالسرطان.
4. ظهور الدم في البراز أو البول لا يرغب معظم الناس بالنظر إلى البراز أو البول. ولكن يجب عليهم أن ينظروا إليه لأن وجود الدم في البراز أو البول هو خط أحمر يجب عدم تجاهله. ينتقل البول من الكلية إلى المثانة عبر أنبوب خاص يدعى بالحالب ويغادر الجسم عبر الإحليل. وأي خلل يصيب هذه الطريق من خراجات أو التهاب أو احتكاكها بأجسام صلبة يمكن أن يسبب ظهور الدم في البول. كما يمكن أن يكون السبب وراء ذلك هو سرطان الكلية أو المثانة.
إن ملاحظة وجود الدم في البراز هو أصعب بقليل. إذا رأيت دماً أحمر اللون في البراز، يجب ألا تفكر مطولاً. أحياناً وجود الدم في البراز يجعله قاتم اللون. عندما يكون هناك دم في البراز، يشتبه بوجود سرطان الكولون والذي يمكن استبعاده بتنظير الكولون. ويمكن أن يكون السبب هو قرحة معدية أو انسدادات معوية.
5. التغير في عادات التبول. الاستيقاظ لمرات عديدة في الليل من أجل التبول، والتبول بتيارضعيف ومع صعوبات أثناء التبول أو في بدء عملية التبول يمكن أن يكون مؤشراً على تضخم البروستات. حجم البروستات وهي الغدة المحيطة بالإحليل بحجم الجوزة ويزداد حجمها مع ازدياد عمر الرجل ويمكن أن تسبب حالة معروفة بتضخم البروستات. هذا الأمر لا يهدد حياة الشخص، ولكنه يؤثر تأثيراً بالغاً على حياته. وعند كشفه مبكراً يمكن الوقاية من استفحاله. يترافق سرطان البروستات مع الأعراض نفسها. الفحص السريري وتحليل الدم يمكن أن يكشف الفرق بينهما. كما أن الذهاب المتكرر إلى التواليت يمكن أن يكون عرضاً لأمراض أخرى من بينها السكري.
6. تورم القدم عندما تنحبس السوائل في القدم أو الكاحل أو الساق، لا تتجاهل الأمر. قد يكون الانتفاخ أو الوذمة مؤشراً على مرض القلب أو الكلية أو الكبد. هناك أدوية تخفف من هذه الوذمات، ولكن من المفروض أن نعرف سبب ظهور هذه الوذمة. هل القلب يعمل بشكل كاف أو أن الكلية لا تتخلص من جميع السوائل المفروض طرحها أو هل هناك احتقان في الكبد؟ إجراء التحاليل الطبية الضرورية كفيل بكشف السبب والبدء بمعالجة المسببات.
7. الآفات الجلدية المزمنة. يتجاهل العديد من الناس الجروح الجلدية وخصوصاً إن لم تكن على الوجه. التقرحات الجلدية وخصوصاً على القدمين والساقين التي لا تتماثل للشفاء بعد عدة أيام، يجب أن تدق ناقوس الخطر. إن الجروح التي لا تتماثل للشفاء يمكن أن تكون المؤشر الأول على أمراض السكري. والآفة الجلدية التي لا تتماثل للشفاء أو يتغير لونها وشكلها يمكن أن تحدث بسبب سرطان الجلد. وإن تم اكتشافها مبكراً فاحتمال الشفاء أكبر بكثير.