أصبحت حبوب التخسيس مؤخرا صناعة مزدهرة تُجلب المليارات. ولكن ماذا يختبئ في الواقع وراء كل حبة؟

"الكيلوغرامات لن تختفي من تلقاء نفسها ، وجربتم كل الحميات الغذائية ولم تساعدكم؟ " " منتجات من مكونات طبيعية فقط، وبطريقة ثورية ! " 
– هكذا تبدو تقريبا جميع الاعلانات حول حبوب التخسيس، وعود كبيرة جدا لحبة صغيرة  يمكنها القضاء على كل الوزن الزائد دون ممارسة النشاط البدني ودون اتباع قواعد التغذية السليمة! هل هذا حلم! هل هذا ممكن؟ هلحبوب التخسيس هي بالفعل حل سريع للبطن المسطحة؟ هل يمكن ان تساعد في خفض الوزن؟ هل يمكن ان تحافظ على وزن الجسم السليم؟ الى جانب هذه الاسئلة المهمة التي ينبغي ان نسالها، من المهم ان نعرف انه خلال العقد الماضي سجلت عدد من حالات الاصابة بامراض القلب الناتجة عن اخذ حبوب التخسيس وكذلك مشاكل صحية اخرى. وقد انتهى عدد من هذه  الحالات بالموت.
ما هي المخاطر الكامنة في حبوب التخسيس؟
حبوب التخسيس متاحة للشراء بعدة طرق: هناك حبوب لا تباع الا بوصفة طبية، هناك حبوب  يمكن شراؤها من دون وصفة طبية، وتباع انواع اخرى على شكل مسحوق مخلوط مع الماء.
 لكن هناك حبوب  تباع بشكل فردي عن طريق الانترنت ولا يتم تسويقها من خلال شبكات تسويق - وهذه عادة ما تكون مكملات غذائية او حبوب غير موافق عليها من قبل وزارة الصحة ومن دون ابحاث تؤكد الوعود المكتوبة على العبوة.
نوع الحبوب الاخير يشكل المشكلة الاكثر خطورة. لاننا لا نستطيع فحص المنتج والامساك به، فنحن لا نستطيع ان نعرف على وجه اليقين ما هي المواد المصنوعة منها هذه الحبوب. لا تزال هناك حبوب تخسيس  تباع في السوق وتحتوي على المادة الفعالة (PPA -phenylpropanolamine). وقد وجدت الدراسات ان هذه المادة الفعالة يمكن ان تزيد من مخاطرالاصابة بالسكتة الدماغية ولذلك من المهم التاكد من ان حبوب التخسيس التي نشتريها لا تحتوي على هذه المادة الفعالة.
  هذه الحبوب  تقمع الشهية وتجعلنا نشعر بالشبع كما واننا  بعد تناول وجبة الطعام. في الواقع هذه الحبوب تعمل بشكل مشابه للحبوب المضادة للاكتئاب، تعيق اعادة امتصاص الناقلات العصبية السيروتونين والنورادرينالين في الدماغ. عند تاخر اعادة الامتصاص، تكون هناك ناقلات عصبية اكثر في الدماغ وهكذا نشعر بالشبع والامتلاء لفترة طويلة ونتناول طعام اقل.
يمكن لحبوب التخسيس التي تقمع الشهية تحفيز الجهاز العصبي الودي، مما يمكن ان يؤدي لزيادة في ضغط الدم ووتيرة ضربات القلب وحتى التسبب بامراض القلب.
ما الذي يجب معرفته قبل اخذ حبوب التخسيس؟
حاصرات الدهون - الحبوب تعرقل نشاط انزيم " الليباز" المسئول عن تحلل الدهون من الطعام وامتصاصها في الجسم. ويمكن لهذه الحبوب ان تؤدي لمشاكل في الجهاز الهضمي مثل الغازات والاسهال ولذلك يمكن للطبيب ان يوصى باخذ الفيتامينات يوميا.
 حبوب التخسيس التي تعطى بوصفة طبية غير موجهة للاشخاص الذين يرغبون بتنزيل بضعة كيلوغرامات من وزنهم قبل مناسبة عائلة، وانما للاشخاص الذين يزيد وزنهم ب- 30٪ عما ينبغي ان يكون.
توجد حاليا انواع لا حصر لها من حبوب التخسيس التي يدعي انها طبيعية ولا تسبب الادمان. من المهم الانتباه الى ما نشتري من الصيدلية. الانتباه لتاريخ انتهاء الصلاحية. انواع مختلفة من الحبوب يمكن ان تكون مزيفة، العديد من الانواع يمكن ان تحتوي على مواد كيميائية مختلفة ولذلك من المهم قراءة ما هو مكتوب على العبوة. اذا صادفتم كلمة او مصطلح لا تعرفونه على العبوة، فلا تشتروا. ابحثوا في الانترنت عن معنى الكلمة. غالبا ما تكون هذه الحبوب مصنوعة من النباتات الطبية، ولكن تذكروا ان كلمة " نباتي" لا تعني دائما شيء "امن".
اذا هل حبوب التخسيس فعالة حقا؟
في كل مرة تشاهدون اعلان عن حبوب التخسيس وتقولون لانفسكم ان هذا امر مبالغ فيه – فعلى ما يبدو انكم على حق. الحبوب التي تباع بوصفة طبية على الارجح تكون فعالة، وتساعدكم على التخلص من بعض الكيلوغرامات ولكن تذكروا ان الحبوب التي تباع دون وصفة طبية وخاصة تلك التي تباع على شبكة الانترنت - لم تخضع لاي وسيلة مراقبة وفحص للتحقق من فعاليتها.
 حبوب التخسيس جيدة  على الاقل تلك التي تباع مع وصفة طبية وفعاليتها مثبتة، وينبغي ان تساعد في التخلص من 5-22 كغم خلال ستة اشهر. ممنوع اخذ حبوب التخسيس لفترة اكثر من ستة اشهر لان الجسم يطور مقاومة لتاثير الحبوب ويتوقف انخفاض الوزن.
للحصول على افضل النتائج ولتجنب الاثار الجانبية، يوصى باخذ حبوب التخسيس وفقا للارشادات بالضبط. اذا كنتم ترغبون في شراء حبوب التخسيس بدون وصفة طبية فيمكنكم استشارة الطبيب حول مكوناتها والحصول على رايه في ذلك.
ماذا ينتظرنا في المستقبل؟
حتى الان، هناك ما يقرب من 100 نوع جديد من حبوب التخسيس التي ما زالت قيد التطوير والبحث. ابرزها الحبوب التي تعمل على بروتين في الدماغ  يسمى Endocannabinoids. حبوب التخسيس هذه سوف تثبط هذا البروتين وتقلل بذلك من الشهية للطعام. وقد اظهرت الابحاث التي اجريت مؤخرا على هذه الحبوب ان الاشخاص الذين اخذوها فقدوا 10 ٪ من وزنهم، وحتى انهم كانوا قادرين على الحفاظ على وزن جسمهم الجديد لمدة عامين. لكن الابحاث على حبوب التخسيس الجديدة لا تكتفي بذلك، حيث يدعي الباحثون ان الحبوب حتى ترفع مستوى الكولسترول الجيد في الدم وتقلل مستوى الدهون ثلاثية الجليتسيروئيدات (دهون الدم)
اذا الحل الامثل للتخلص من الوزن الزائد هي الطرق الطبيعية
بما فيها من حمية غذائية مناسبة لمدة مناسبة لاتقل عن ستة أشهر
ورياضة بشكل مستمر ومنوعة لعضلات الجسم