تحريم الخمر في القرآن

تحريم الخمر

مراحل تحريم الخمر في القرآن الكريم :

المرحلة الأولى: 
الإشارة من بعيد عن ضرر الخمر : 
وذلك في قوله تعالى (( ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا . إن في ذلك لآية لقوم يعقلون )) < النحل: 67 >
=>  وتوضح الآية أن السكر غير الرزق الحسن. بل هو نقيضه

المرحلة الثانية :
جاء بعض المسلمين يسألون الرسول صلى الله عليه وسلم عن الخمور وما تحدثه من آثار سيئة عند بعضهم. فكان التصريح بأن إثم الخمر أكبر من نفعه ( البخاري ) وبالتالي فتركه أولى . وذلك في قوله أعز من قائل: (( يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير و منافع للناس وإثمهما أكبر من منافعهما .....)) .< البقرة:219 > . فأقلع بعضهم عن شرب الخمر , وبقي آخرون على الاتجار فيها أو الانتفاع بها . وكان بعضهم يحضر الصلاة وهو سكران فلا يدري ما يقول , وقد يخطئ في القرآن فجاءت المرحلة القادمة في التحريم

المرحلة الثالثة:
ربط الصحو واليقظة بأوقات الصلاة : 
ولما كانت الصلاة تتوزع على ساعات النهار والليل , فإن الأمر بعدم إقامة الصلاة إلا والشخص في حالة صحو وإدراك يصرف المسلم عن تناول الخمر في معظم أوقات اليوم , وذلك لقوله تعالى : (( يأيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون )) < النساء : 43 > وحاول البعض أن يتناول الخمر قبل الصلاة بوقت كاف , كالوقت الطويل بين العشاء والفجر مثلا , فجاءت المرحلة الأخيرة في التحريم .

المرحلة الرابعة:
التصريح بالتحريم القاطع , والمنع المطلق : 
وكانت لقوله عز وجل : (( يأيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون . إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة . فهل أنتم منتهون . )) . < المائدة : 90 / 91 > . وحين سمع الصحابة رضوان الله عليهم هاتين الآيتين , قالوا انتهينا ربنا ... انتهينا ربنا . وهكذا لم يأتي تحريم الخمور ومنع تناولها أو تداولها فيما بين المسلمين إلا بعد أن ثبت رسول الله صلى الله عليه وسلم أركان العقيدة في نفوسهم , وخلع منهم تقاليد الجاهلية وأرسى دعائم المجتمع الإسلامي الذي يقوم على أساس التوحيد لله بالعبودية والحكمية والتشريع . فأول نص قرآني حول الخمر كان مكيا وآخر نص قرآني حوله كان مدنيا . أي أن هذا التشريع اكتمل بعد توطيد أركان المجتمع الإسلامي . 
وقد وردت أحاديث نبوية كثيرة تنهى عن الخمر وتبين خطرها على المؤمن ... منها ما روى الطبراني عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : (( الخمر أم الفواحش , وأكبر الكبائر ... )) وأخرج النسائي في سننه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( الخمر أم الخبائث )) . وروى الترمذي في جامعه وابن ماجة في سننه عن أنس رضي الله عنه قال : (( لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخمر عشرة : عاصرها , ومعتصرها , وشاربها , وحاملها , والمحمولة إليه , وساقيها , وبائعها , وآكل ثمنها , والمشتري لها , والمشتراة له )) وروى أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عيه وسلم قال : (( إن الله حرم الخمر وثمنها , وحرم الميتة وثمنها , وحرم الخنزير وثمنه )) وروى أحمد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس على مائدة يشرب عليها الخمر )) .

عقاب الخمر في الدنيا

حد شارب الخمر

سنن النسائي (8/ 313)
عن بن عمر ونفر من أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم قالوا قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : من شرب الخمر فاجلدوه ثم إن شرب فاجلدوه ثم إن شرب فاجلدوه ثم إن شرب فاقتلوه

صحيح مسلم (3/ 1330)
 عن قتادة عن أنس بن مالك : أن نبي الله صلى الله عليه و سلم جلد في الخمر بالجريد والنعال ثم جلد أبو بكر أربعين فلما كان عمر ودنا الناس من الريف والقرى قال ما ترون في جلد الخمر ؟ فقال عبدالرحمن بن عوف أرى أن تجعلها كأخف الحدود قال فجلد عمر ثمانين


عقاب الخمر في الآخرة

روي عن "النبي صلي الله عليه وسلم " أنه قال لعن الله الخمر وشاربها ومشتريها .
وروي عن "رسول الله صلي الله عليه وسلم" أنه يؤتي بشارب الخمر يوم القيامة مسوداً وجهه مزرقة عيناه متدلياً لسانه علي صدره يسيل بساقه مثل الدم يعرفه الناس يوم القيامة فلا تسلموا عليه ولا تعودوه إذا مرض ولا تصلوا عليه إذا مات فإنه عند الله سبحانه وتعالي كعابد الوثن ؛ وقال "رسول الله صلي الله عليه وسلم" كل مسكر حرام فمن شرب الخمر في الدنيا حرم عليه خمر الآخرة في الجنه ، وقال "رسول الله صلي الله عليه وسلم" : ثلاثة لا يجدون ريح الجنه وأن ريحها يشم من مسيرة خمسمائة عام مدمن خمر ، وعاق والديه ، والزاني إن لم يتب.

وروي عن عائشة رضي الله عنها عن النبي "صلي الله عليه وسلم" من طعم شارب الخمر لقمه سلط الله عليه جسده حيات وعقارب ، ومن قضي له حاجه فقد أعانه علي هدم الإسلام ومن أقرضه فقد أعانه علي قتل مسلم ومن جالسه حشره الله أعمي لا حجه له و شارب الخمر تربحوه وإن مرض فلا تعودوه أبداً فوالذي نفسي بيده أنه من شرب الخمر إلا من كفر 

أخي الكريم أختي الكريمة أثبت وجودك بتعليق