أعلن أحد الملوك في أرجاء مملكته ما يلي: "إذا تمكن أحد من أن يختلق كذبة أقول له عليها: هذا كذب.. سأعطيه نصف مملكتي".
* فجاء إليه راع وقال له: أطال الله عمر ملكنا، كان عند أبي عصا طويلة يمدها إلى السماء ويحرك بها النجوم.
فقال الملك: يا له من شيء غريب، لكنه يحدث، وجدّي كان له غليون يشعله من الشمس مباشرة، وغادر الراعي دون أن ينال شيئا.
* ثم جاء خياط إلى الملك وقال له: اُعذرني أيها الملك، لقد تأخرت إذ كنت مشغولا، فقد هبت البارحة عاصفة شقّق فيها البرق السماء فذهبت لأصلحها.
فأجاب الملك: أحسنت عملا، لكنك لم تخطها بشكل جيد، فاليوم صباحا تساقط رذاذ من المطر، وهكذا رجع الخياط خائبا هو الآخر دون أن ينال شيئاً.
* بعد الراعي والخياط دخل على الملك رجل يتأبّط برميلاً، فقال له الملك: ما شأنك أنت والبرميل؟
فأجاب الرجل: جئت أسترد برميل الذهب الذي أقرضتك إياه.
فصاح الملك: أأنا مدين لك ببرميل من الذهب!!؟
فأجاب الرجل: نعم؛ فردَّ الملك منفعلا: لا لا.. هذا كذب.
فقال له الرجل: إن كان هذا كذبا فأعطني نصف مملكتك.
فأجاب الملك على الفور: لا لا.. هذا صحيح.

فقال الرجل: إن كان هذا صحيحا فأعطني برميل الذهب!