كان هناك رجل يُدعى محمود، وكان يمتلك فندقا كبيرا في إحدى القرى السياحية، وقد اعتاد كثير من الناس الإقامة عند محمود نظرا لحسن خلقه، وتعامله مع الزبائن، وتقديم كافة أنواع الراحة، وحسن خدمة العاملين بالفندق.

وفي إحدى الليالي جاء زبون إلى محمود، وطلب منه الغرفة رقم: 39 بالتحديد ولا يريد غيرها، فأجابه محمود بأن الغرفة محجوزة لأحد الزبائن، ولكن سوف يغادرها بعد يومين، فقال له الزبون: حسنا سوف أعود بعد يومين.
وبالفعل عاد الزبون بعد يومين ووجد الغرفة التي تحمل رقم: 39 خالية، فقام بحجزها من محمود، ولكن محمود كان في حيرة من أمره ويتساءل لماذا هذا الرجل يريد الغرفة رقم: 39 بالتحديد دون غيرها من الغرف التي تكاد أن تكون أوسع وأحسن منها!!
وعندما حل المساء وعاد كل زبون إلى غرفته للنوم، كان محمود يتفقَّد الفندق للاطمئنان على أن كل شيء في محله، وبينما هو يتفقد الفندق إذ مرَّ بالغرفة رقم: 39 فسمع أصواتاً عالية وكأن هناك حرباً داخل الغرفة، واعتقد أنه سيجد الغرفة تالفة لا تصلح للاستعمال بعد ذلك اليوم، ولكنه خاف أن يفتحها ليلا وذهب إلى النوم.
وفي الصباح، جاء الزبون صاحب الغرفة، وطلب منه كشف الحساب لأنه سوف يغادر، ولكن محمود لم يتركه دون معاينة الغرفة أولا، وبالفعل ذهب لمعاينتها وفُوجِئ بأن كل شيء مثلما كان عليه، وأنه لا يوجد أي شيء غريب، فدفع الزبون الحساب وغادر الفندق، ولكن محمود لا يزال في دهشة وتعجب مما سمعه بالأمس داخل الغرفة، ومرت الأيام والشهور وأصبح محمود لا يبالي بهذه القصة.
وبعد مرور سنة، وفي نفس اليوم وفي نفس الليلة.. جاء نفس الرجل وطلب نفس الغرفة رقم: 39، فتذكره محمود وحجز له الغرفة، وأخذ يراقبه وأثناء مراقبته له ليلا سمع نفس الأصوات مرة أخرى، وكاد أن يجن جنونه ولكنه انتظر للصباح ليسأل الزبون عما يجري.
وعندما حل الصباح طلب الزبون الحساب لكي يغادر الفندق، استوقفه محمود وطلب منه أن يشرح له ما يحدث ليلا داخل الغرفة، وأنه لن يتركه حتى يعرف مصدر تلك الأصوات.
ففكر الرجل قليلا، وقال له: سوف أقص عليك ما كان يحدث ولكن بشرط !!
فقال له محمود: ما هو شرطك؟
قال: أن تقسم أن تكون أمينا، ولا تفصح عن سري لأحد أبدا مهما حدث.
فأقسم محمود أنه لن يقول لأحد سرَّه أبدا، ولذلك حتى الآن لم يستطع أحد معرفة ما كان يحدث داخل الغرفة بسبب أمانة محمود.